إذا جاوزتما سعفات حجر |
|
وأودية اليمامة فانعياني |
إلى قوم إذا سمعوا بنعيي |
|
بكى شبّانهم وبكى الغواني |
وقولا : جحدر أمسى رهينا |
|
يحاذر وقع مصقول يماني |
يحاذر صولة الحجّاج ظلما |
|
وما الحجّاج ظلّاما لجاني |
ألم ترني عديت أخا حروب |
|
إذا لم أجن كنت مجن جان |
فإن أهلك فربّ فتى سيبكي |
|
عليّ مهذّب رخص البنان |
ولم أك ما قضيت ديون نفسي |
|
ولا حقّ المهنّد والسّنان |
قال : وكتب الحجاج الى عامله بكسكران يوجه إليه بأسد ضارعات (١) يجرّ على عجل ، فأرسل به ، فلما ورد الأسد على الحجاج أمر به فجعل في حائر (٢) ، وأجيع ثلاثة أيام ، وأرسل الى جحدر فأتي به من السجن ويده اليمنى مغلولة الى عنقه ، وأعطي سيفا ، والحجاج وجلساؤه في منظرة لهم ، فلما نظر جحدر الى الأسد أنشأ يقول :
ليث وليث في مجال ضنك |
|
كلاهما ذو أنف ومحكّ |
وشدّة في نفسه وفتك |
|
إن يكشف الله قناع الشّكّ |
فهو أحقّ منزل بترك |
فلما نظر إليه الأسد زأر زأرة شديدة ، وتمطى وأقبل نحوه ، فلما صار منه على قدر رمح وثب وثبة شديدة ، فتلقاها جحدر بالسيف ، فضربه ضربة حتى خالط ذياب
__________________
(١) كذا بالاصل ، ولعله (الاضارع).
(٢) الحائر : شبه حوض يتحيّر فيه ماء المطر.