ونسلمه حتّى نصرّع حوله |
|
ونذهل عن أبنائنا والحلائل |
الى أن قال :
وما ترك قوم لا أبالك سيّدا |
|
يحوط الذّمار في مكرّ ونائل |
وأبيض ... البيت. وقد علم بذلك أن قوله : وأبيض ، منصوب بالعطف على قوله : (سيدا) لا مجرورا بواو رب ، فلا شاهد فيه على هذا. وممن نبه على ذلك الدمامينيّ ثم ابن حجر في شرح البخاري عند شرحه البيت. وثمال : بكسر المثلثة وتخفيف الميم ، العماد ، والملجأ ، والمغيث ، والمعين ، والكافي. وعصمة للأرامل : يمنعهم مما يضرّهم. والأرامل : جمع أرملة ، وهي الفقيرة التي لا زوج لها. ويحوط : يكلأ ويرعى. والذمار : بكسر الذال المعجمة ، ما يحق على الانسان حمايته.
فائدة :
أبو طالب عم رسول الله صلىاللهعليهوسلم اسمه عبد مناف ، وقيل شيبة بن عبد المطلب بن هاشم. قال ابن عساكر في تاريخه : قيل إنه أسلم ولا يصح إسلامه ، وله رواية عن النبي صلىاللهعليهوسلم. ثم أخرج هو والخطيب من طريق أحمد بن الحسن المعروف بدبيس ، عن محمد بن إسماعيل العلوي ، عن آبائه ، عن الحسين ، عن أبيه علي قال : سمعت أبا طالب يقول : حدثني محمد بن أخي ، قلت له : بما بعثت يا محمد؟ قال : بصلة الأرحام وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة. وأخرجاه من طريق آخر فيه مجاهيل عن أبي رافع : سمعت أبا طالب يقول : حدثني محمد ، ان الله أمره بصلة الأرحام ، وأن يعبد الله وحده ، ولا يعبد معه أحد.
وأخرج الزّبير بن بكار وابن عساكر عن إسحق بن عيسى قال : سمعت بعض المشيخة يقول : لم يكن أحد يسود في الجاهلية إلا بمال ، إلا أبو طالب وعتبة بن ربيعة. وقال الزبير : كان أبو طالب شفيقا على النبي صلىاللهعليهوسلم يمنعه من مشركي قريش ، جاؤه يوما بعمارة بن الوليد فقالوا له : قد عرفت حال عمارة ، ونحن ندفعه إليك مكان محمد وادفعه إلينا. قال : ما أنصفتموني ، أعطيكم ابن أخي تقتلونه ، وتعطوني ابن أخيكم أغذوه لكم.