اذا حمل عليها في دمها (١). (فتتئم) تأتيكم باثنين توأمين ، بمنزلة المرأة التي تأتي بتوأمين في بطن. وإنما يفظّع بهذا أمر الحرب. فتنتج لكم : يعني الحرب ، غلمان أشأم ، أي شؤم كأحمر عاد ، أي ثمود ، وهو قدار عاقر الناقة. وقوله : عاد غلط (٢). ثم ترضع فتفطم : نريد أنه يتمّ أمر الحرب ، لان المرأة اذا أرضعت ثم فطمت فقد تمّمت. وقوله : (فتغلل لكم ... البيت) تهكم واستهزاء (٣). ويقال طوى كشحه على كذا : أي لم يظهره. ومستكنة : أمر أكنّه في نفسه ، ولم يتجمجم : ةأي لم يدع التقدم على ما أضمر (٤). ولم يفزع بيوت : أي لم يعلم قوم بفعله (٥). وأم قشعم : هي الحرب ، ويقال المنيّة. وقال أبو عبيدة : هي العنكبوت. أي شدّ عليه بمضيعة فقتله. حيث ألقت رحلها : حيث كان شدة الأمر. وشاكي السلاح : أي سلاحه ذو شوكة. ومقذف : غليط اللحم. واللبد : لشعر المتراكب على زبرة الأسد اذا أسنّ. أظفاره لم تقلم : أي تام السلاح حديده. يريد الجيش ، واللفظ على الأسد. وخبط عشواء : معشو لا تقصد ، يقال عشا يعشو إذا جاء على غير بصر ، وعشي يعشى إذا أصابه العشا. وقوله : (وأعلم .. البيت) استدل به على انحصار الازمنة في الحال والماضي والمستقبل. والمنسم للبعير بمنزلة الظفر
__________________
(١) أي حمل عليها إثر نتاجها وهي في دمها.
(٢) غلط لأنه أراد أحمر ثمود عاقر الناقة ، وقال بعضهم : (لم يغلط ، ولكنه جعل عادا مكان ثمود اتساعا ومجازا إذ قد عرف المعنى مع تقارب ما بين عاد وثمود في الزمن والأخلاق). وفي التبريزي : (وقال أبو العباس محمد بن يزيد : هذا ليس بغلط لأن ثمود يقال لها عاد الأخيرة ، ويقال لقوم هود عاد الاولى. والدليل قوله تعالى (وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عاداً الْأُولى).
وقال الشنقيطي : (قوله : عاد غلط ، قال الاصمعي ليس بغلط لان العرب تسمى ثمود بعاد وقد وصف الله تعالى قوم هود بعاد. اه)
(٣) في التبريزي : (قال الاصمعي : يريد أنها تغل لهم دما وما يكرهون ، وليست تغل لهم ما تغل قرى العراق من قفيز ودرهم. وقال يعقوب : هذا تهكم وهزء. يقول : لا يأتيكم منها ما تسرون به مثل ما يأتي أهل القرى من الطعام والدراهم لكن غلة هذا عليكم ما تكرهون).
(٤) وفي الديوان برواية : (ولم يتقدّم) أي لم يتقدّم في الحرب.
وقال : (ويروى : ولم يتجمجم ، أي لم يدع التقدّم على ما أضمر).
(٥) في الديوان : (ويروى : ولم ينظر بيوتا كثيرة. ولم ينظر : لم يؤخر ، يقال : أنظرني ، أي لا تعجلني. ولم يفزع : لم يهجها ولكنه أدرك بغيته).