بيض الوجوه كريمة أحسابهم |
|
شمّ الأنوف من الطّراز الأوّل |
إنّ الّتي ناولتني فرددتها |
|
قتلت قتلت فهاتها لم تقتل |
كلتاهما حلب العصير فعاطني |
|
بزجاجة أرخاهما للمفصل |
نسبي أصيل في الكرام ومذودي |
|
تكوي مواسمه جنوب المصطلي |
أخرج ابن عساكر عن هشام بن الكلبي قال : قال حسان بن ثابت : خرجت أريد عمرو بن الحارث بن أبي شمر الغساني ، فلما كنت في بعض الطريق وقفت على السعلاة صاحبة النابغة ، وأخت المعلاة صاحبة علقمة بن عبدة (١) واني مقترحة عليك بيتا ، فإن أنت أجزته شفعت لك إلى أختى ، وان لم تجزه قتلتك. فقتلت : هات. فقالت :
إذا ما ترعرع فينا الغلام |
|
فما أن يقال له من هوه |
قال : فتبعتها من ساعتي ، فقلت :
فإن لم يسد قبل شدّ الإزار |
|
فذلك فينا الّذي لا هوه |
ولي صاحب من بني الشّيصبان |
|
فحينا أقول وحينا هوه |
فقالت : أولى لك ، نجوت ، فاسمع مقالتي واحفظها عليك بمدارسة الشعر ، فإنه أشرف الآداب وأكرمها وأنورها ، به يسخو الرجل ، وبه يتظرف ، وبه يجالس الملوك ، وبه يخدم ، وبتركه يتضع. ثم قالت : إنّك إذا وردت على الملك وجدت عنده النابغة ، وسأصرف عنك معرّته ، وعلقمة بن عبدة ، وسأكلم المعلاة حتى تردّ عنك سورته. قال حسان : فقدمت على عمرو بن الحارث فاعتاص عليّ الوصول إليه فقلت للحاجب ، بعد مدة : إن أنت أذنت لي عليه ، والا هجوت اليمن كلها. ثم
__________________
(١) كذا بالاصل ، ولعل صحة الجملة : (فقالت : وإني ...)