وصحيفة المتلمس وصفتها معروفة وبعد هذا البيت :
ومضى يظنّ بريد عمرو خلفه |
|
خوفا ، وفارق أرضه وقلاها |
والبريد : الرسول. وعمرو : هو ابن هند اللخمي ملك الحيرة. وقلاها : أبغضها. وقال المصنف : هذا البيت ينسب للمتلمس ولأبى مروان النحوي. قال في قصة المتلمس نقله الفارسي عن أبي الحسن عن عيسى بن عمرو (١) : كان المتلمس وطرفة بن العبد هجوا عمرو بن هند ، فبلغه ذلك ، فلم يظهر لهما شيأ ، ثم مدحاه فكتب لكل منهما كتابا الى عامله بالحيرة ، وأوهم أنه كتب لهما فيه بصلة. فلما وصلا الحيرة ، قال المتلمس لطرفة : إنا هجوناه ، ولعله اطلع على ذلك ، ولو أراد أن يصلنا لأعطانا؟ فهلمّ ندفع الكتابين الى من يقرؤهما ، فإن كان خيرا والا ندرنا. فامتنع طرفة ، ونظر المتلمس إلى غلام قد خرج من المكتب فقال : أتحسن القراءة؟ قال : نعم. فأعطاه الكتاب ففتحه ، فإذا فيه قتله. ففرّ المتلمس الى الشام وهجا عمروا هجاء قذعا. وأتى طرفة الى عامل الحيرة بالكتاب فقتله. ويروى الصحيفة الخشبية ، وهو ما يركب عليه الراكب. والحقيبة : وهو الخرج يحمل فيه الرجل متاعه. والرحل للناقة كالسرج للفرس ، والبردعة للحمار. ويروى : نعله بالرفع والنصب والجر. فالرفع على الابتداء ، وألقاها الخبر ، وحتى حرف ابتداء. والجر على انها حرف جر. والنصب على الاشتغال ، فحتى ابتدائية أو العطف على فهي عاطفة ، وضمير ألقاها على الرفع للنعل. وعلى النصب والجر ، أما للنعل أو للصحيفة. وألقاها على الثاني توكيدا لألقى في أوّل البيت.
١٧٩ ـ وأنشد :
سقى الحيا الأرض حتّى أمكن عزيت |
|
لهم فلا زال عنها الخير مجدودا |
الحيا : بالقصر ، المطر. وعزيت : بالبناء للمفعول ، نسبت. قال الدمامينيّ : ومجدودا : بجيم ودالين مهملتين أو معجمتين ، مقطوعا. قال : ولا أعلم الرواية في
__________________
(١) انظر ص ٢٩٤ ـ ٢٩٥.