بطرف ينازعني مرسنا |
|
سلوف المقادة محض النّسب |
أعجاز الليل : أواخره. والذنب أيضا آخره. وطرف : بكسر الطاء وسكون الراء المهملتين : وفاء الفرس الكريم. والمرسن : بفتح الميم وسكون الراء وكسر السين ، الأنف. وإنما قال : ينازعني مرسنا ، لأن الحبل ونحوه يقع على مرسنه. وسلوف المقادة : متقدم ، طويل العنق. ومحض النسب : خالصه ، لم تعارف الهجنة. والرديني : الرمح ، نسبة الى امرأة تسمى ردينة ، كانت وزوجها سمهر يقوّمان القنا بخط هجر. والعجاج : الغبار. والأنابيب : جمع انبوبة ، وهي ما بين كل عقدتين من القصب. قال ابن قتيبة : يقول إذا هززت الرمح جرت تلك الهزة فيه حتى يضطرب كله ، فكذلك هذا الفرس ، ليس فيه عضو إلا وهو يعين مايليه ، ولم يرد الاضطراب ولا الرعدة.
فائدة :
أبو دؤاد جارية ، ويقال : جويرية بن الحجاج بن يحمر بن عصام بن منبه بن حذاقة (١) بن زهر بن اياد بن نزار بن معدّ ، شاعر قديم من شعراء الجاهلية ، وكان وصافا للخيل ، وأكثر أشعاره في وصفها.
وأخرج أبو الفرج في الاغاني عن الاصمعي قال (٢) : ثلاثة كانوا يصفون الخيل لا يقاربهم أحد : طفيل ، وأبو دؤاد ، والجعديّ. فأما أبو دؤاد ، فإنه كان على خيل المنذر بن النعمان بن المنذر ، وأما طفيل فإنه كان يركبها ، وأما الجعديّ فإنه سمع من الشعراء فأخذ عنهم.
وأخرج عن أبى عبيدة قال : أبو دؤاد أوصف الناس للفرس في الجاهلية والاسلام ، وبعده طفيل الغنوي والنابغة الجعديّ.
وأخرج عن يحيى بن سعيد قال : كانت إياد تفتخر على العرب ، تقول : منا أجود الناس كعب بن مامة ، ومنا أشعر الناس أبو دؤاد ، ومنا أنكح الناس ابن الغز.
__________________
(١) لعلها (حذاق) وهي قبيلة من إياد.
(٢) ١٥ / ٩١ ـ ٩٦ ، وانظر الشعراء ١٩٠.