فذهب في قديمهم وأوّلهم ، ولم يصنع في الهجاء شيأ. فأمر كعب بن مالك فقال (١) :
نصل السّيوف إذا قصرن بخطونا |
|
قدما ، ونلحقها إذا لم تلحق |
ولم يصنع في الهجاء شيأ. فدعا حسّان فقال : اهجهم ، وائت أبا بكر يخبرك بمعايب القوم. فأخرج حسان لسانه حتى ضرب به على صدره ، وقال : والله يا رسول الله ، ما أحب أن لي به مقولا في العرب ، فصب على قريش منه شآبيب شرّ. فقال رسول الله : اهجهم ، كأنك تنضحهم بالنبل.
قال في الصحاح : المعمعة صوت الحريق في القصب ونحوه ، وصوت الابطال في الحرب ، وأنشد (من سرّه ... البيت). وأرض مأسدة : ذات أسد. المذاد ، باعجام الذال الأولى ، وإهمال الثانية ، أطم بالمدينة. والجزع ، بكسر الجيم ، منعطف الوادي. والمرفق من الأمر : ما ارتفقت به وانتفعت. والسابغة : الدرع الواسعة. والمترقرق : اللامع. والقتير : رؤس المسامير في الدروع. والجنادب : جمع جندب ، وهو ضرب من الجراد. والجدلاء من الدروع : المنسوجة. والنجاد : بكسر النون ، حمائل السيف. والمهند : السيف المطبوع من حديد الهند. ويوم الهياج : يوم القتال. ومصدق : بالفتح ، صادق الحلة. ومعنى قدما ، بضمتين : تقدم. ولم يعرج : ولم ينثن. والجماجم : جمع جمجمة ، وهي اما القبيلة التي تجمع البطون ، وإما عظم الرأس المشتمل على الدماغ. وضاحيا : بارزا ظاهرا. والهامات : الرؤس ، جمع هامة. قال الدمامينيّ : والمعنى على رواية الرفع ، أن تلك السيوف تترك قبائل العرب الكبيرة بارزة الرؤس للأبطال ، كأنها لم تخلق في محالها من تلك الأجسام ، أو تترك تلك العظام المستورة مكشوفة ظاهرة ، فكيف الأكف ، أي إذا كانت حالة الرؤس هذه مع عزة الوصول إليها ، فكيف حالة الأيدي التي توصل إليها
__________________
(١) البيت في ابن سلام ١٨١ والاغاني ١٦ / ١٧١ (الثقافة) وابن هشام ٧٠٥ ـ ٧٠٦ ، والكامل ١٠١ ، والبيان والتبيين ٣ / ١٩ والخزانة ٣ / ٢٢. ونسبه ابن قتيبة في الشعراء ٢٧٩ الى ربيعة بن مقروم ، وقال : (أخذه من قيس بن الخطيم ، أو أخذه قيس منه. قال قيس :
إذا قصرت أسيافنا كان وصلها |
|
خطانا إلى أعدائنا فنضارب) |
قلت : وهذا خطأ فإن البيت لكعب بن مالك وليس لابن مقروم.