يسلكوها ، فجعله الناس رابعا للأوائل بآخرة. واتفقوا على أن أشعر الشعراء واحدة في الجاهلية : طرفة والحارث بن حلّزة ، وعمر بن كلثوم. ثم اختلفوا فيهم ، ونظيرهم في الاسلام سويد بن أبي كاهل اليشكري. واتفقوا على أن أشعر شعراء الاسلام الفرزدق وجرير والأخطل ، ثم اختلفوا فيهم. واتفقوا على أنّ الشعر في الاسلام في تميم وتغلب. وأن أشعر أهل المدر : أهل يثرب ثم عبد القيس ثم ثقيف. وأشعر هؤلاء المدريين : حسان بن ثابت.
قال أبو عبيدة : وتقدم عبد الملك بن مروان الى الهيثم بن صالح مؤدّب ولده فقال : علمهم شعر الأعشى ، فإني شبهته بالبازي يصيد ما بين الكركي الى العندليب.
قال الآمدي : ولشعر الأعشى طلاوة ليست لغيره من الشعر القديم. وقد كان أبو عمرو بن العلاء يفخم منه ويعظم محله ويقول : شاعر مجيد كثير الأعاريض والافتنان ، وإذا سئل عنه وعن لبيد قال : لبيد رجل صالح ، والأعشى رجل شاعر.
وأخرج البزار وأبو يعلى في مسنديهما عن أبي هريرة : رخص لنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم في شعر جاهلي ، إلا قصيدتين للأعشى زعم انه أشرك فيهما احداهما في أهل بدر ، والأخرى في عامر وعلقمة.
فائدة :
العشي من الشعراء ستة عشر : هذا ، وأعشى بني باهلة اسمه عامر ، وأعشى بني نهشل الأسود بن يعفر ، وفي الاسلام أعشى بني أبي ربيعة من بني شيبان ، وأعشى همدان اسمه عبد الرحمن ، وأعشى طرود من سليم ، وأعشى بني مازن من تميم ، وأعشى بني أسد ، وأعشى ابن معروف اسمه خيثمة ، وأعشى عكل اسمه كهمس ، وأعشى بني عقيل اسمه معاذ ، وأعشى بني مالك بن سعد ، والأعشى التغلبي اسمه النعمان ، وأعشى بني عوف بن همام واسمه ضابىء ، وأعشى بني ضورة اسمه عبد الله ، وأعشى بني جلان اسمه سلمة. نقلت ذلك من شرح الشواهد الكبير للعيني. ثم رأيت أبا القاسم الآمدي ذكر في المؤتلف والمختلف : العشى سبعة عشر ، هؤلاء المذكورون ، وقال في الرابع : أعشى بني ربيعة بن ذهل بن شيبان