كنت إذا هجوت قوما أبيدهم بالهجاء إلا أن يتركوا هجائي. قال : وأبيات القصيدة غير منصوبة ، وإنما أنشده سيبويه منصوبا لانه سمعه كذلك ممن يستشهد بقوله ، وإنشاد الأبيات على الوقف مذهب لبعض العرب ، فإن أنشد بيت واحد منها أنشد على حقه من الأعراب ، وإن أنشدت جميعا أنشدت على الوقف انتهى.
فائدة :
زياد الأعجم بن سليم (العبدي) ، يكنى أبا أمامة ، مولى عبد القيس ، ولقب الأعجم لعجمة كانت في لسانه. أدرك أبا موسى الاشعري وعثمان بن أبي العاص وشهد معهما فتح اصطخر ، ووفد على هشام بن عبد الملك ، وشهد وفاته بالرصافة. وذكره الجمحي في الطبقة السابعة من شعراء الاسلام (١).
وأخرج ابن عساكر عن أبي بركة الأشجعي قال : حضرت امرأة من نمير الوفاة ، فقيل لها أوصي. فقالت : نعم خبروني عن القائل :
لعمرك ما رماح بني نمير |
|
بطائشة الصّدور ولا قصار |
فقيل لها : لزياد الأعجم. قالت : فأشهدكم أن له ثلث مالي. فحمل له من ثلثها أربعة آلاف درهم.
٩٥ ـ وأنشد :
لأستسهلنّ الصّعب أو أدرك المنى
لم يسم قائله وتمامه :
فما انقادت الآمال إلّا لصابر
يقال : استسهل أمره : أي عدّة سهلا. والمنى : بالضم ، جمع المنية ، اسم لما يتمناه الانسان. والآمال : بالمدّ جمع أمل ، وهو الرجاء. وانقيادها : موافقتها للمراد ومجيئها على حسبه.
__________________
(١) الطبقات ٥٥١