والسُّفعة فى آثار الدار : ما خالَفَ من رَمادها سائرَ لونِ الأرض. وكان الخليل يقول : لا تكون السُّفْعَةُ فى اللَّوْن إلّا سواداً مشْرَباً حُمْرَة.
وأمّا الأصل الآخر فقولهم : سَفَعْتُ الفرسَ ، إذا أخذْتَ بمقدّم رأسه ، وهى ناصيته. قال الله جلّ ثناؤه : (لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ). وقال الشاعر :
من بين مُلجِمِ مُهرِهِ أو سافِعِ (١)
ويقال سَفَع الطائرُ ضريبتَه ، أى لَطَمَه. وسَفَعْت رأس فلان بالعصا ، هذا محمولٌ على الأخْذ باليد. وفى كتاب الخليل : كان عُبَيد الله بن الحسن قاضى البصرة مولعاً بأن يقول : «اسفَعا بيده فأقيماهُ» ، أى خُذا بيده.
باب السين والقاف وما يثلثهما
سقل سقل السين والقاف واللام ليس بأصل ، لأنّ السين فيه مبدلة عن صاد.
سقم السين والقاف والميم أصلٌ واحد ، وهو المرض : يقال سُقْمٌ وسَقَمٌ وسَقامٌ ، ثلاث لغات.
سقى السين والقاف والحرف المعتل أصل واحد ، وهو إشراب الشىء الماء وما أشبهَه. تقول : سقيته بيدى أَسقيه سَقيا ، وأسْقيته ، إذا جعلتَ له سِقياً. والسَّقْى : المصدر. وكم سِقى أرضك ، أى حظُّها من الشرب. ويقال
__________________
(١) البيت لعمرو بن معديكرب ، كما فى تفسير أبى حيان (٨ : ٤٩١) وصدره :
قوم إذا كتر الصياح رأيتهم