سعد السين والعين والدال أصلٌ يدل على خير وسرور ، خلاف النَّحْس. فالسَّعْد : اليُمْن فى الأمر. والسَّعْدان : نبات من أفضل المرعى. يقولون فى أمثالهم : «مرعى ولا كالسَّعدان». وسعود النجم عشرة (١) : مثل سعد بُلَعَ ، وسعد الذابح. وسمِّيت سُعوداً ليُمنها. هذا هو الأصل ، ثم قالوا لساعد الإنسان ساعد ، لأنه يتقوّى به على أموره. ولهذا يقال ساعده على أمره ، إذا عاونَه ، كأنه ضم ساعده إلى ساعِده. وقال بعضهم : المساعدة المعاونة فى كل شىء ، والإسعاد لا يكون إلّا فى البكاء. فأما السَّعْدانة ، الّتى هى كِركِرة البعير ، فإنما سمِّيت بذلك تشبيهاً لها فى انبساطها على الأرض بالسَّعْدان الذى ينبسط على الأرض فى منبِته (٢). والسَّعْدانة عقدة الشِّسْع (٣) التى تلى الأرض. والسَّعْدانات : العقَد التى تكون فى كِفّة الميزان. وسُعْد : موضع. قال جرير :
ألَا حَىِّ الدِّيار بسُعْد إنِّى |
|
أحبُّ لحبِّ فاطمةَ الدِّيارا (٤) |
ويقال إنَ السَّعدانة : الحمامة الأنْثي ، وهو مشتقٌّ من السَّعْد.
سعر السين والعين والراء أصل واحدٌ يدل على اشتعال [الشىء] واتّقاده وارتفاعه. من ذلك السعير سعير النار. واستعارها : توقُّدها والمِسْعر :
__________________
(١) فى اللسان : «وهى عشرة أنجم ، كل واحد منها سعد. أربعة منها منازل ينزل بها القمر ، وهى سعد الذابح ، وسعد بلع ، وسعد السعود ، وسعد الأخبية ، وهى فى برجى الجدى والدلو. وستة لا ينزل بها القمر وهى سعد ناشرة ، وسعد الملك ، وسعد البهام ، وسعد الهمام ، وسعد البارع ، وسعد مطر. وكل سعد منها كوكبان ، بين كل كوكبين فى رأى العين قدر ذراع».
(٢) فى الأصل : «الذى يبسط على الأرض فى تنبته» ، تحريف.
(٣) الشسع ، بالكسر : قبال النعل الذى يشد إلى زمامها. وفى الأصل : «السبع» ، صوابه فى المجمل واللسان.
(٤) ديوان جرير ٢٨٠ ومعجم البلدان (سعد). وهو بضم السين.