عن رتبة المذنبين. والصَّرْفة : نجم. قال أهلُ اللغة سمِّيت صرفةً لانصراف البرد عند طلوعها. والصَّرْفة : خَرَزة يؤخَّذ بها الرِّجال ، وسمِّيت بذلك كأنَّهم يصرفون بها القلبَ عن الذى يريده منها. قال الخليل : الصَّرْف فَضْل الدِّرهم على الدِّرهم فى القِيمة. ومعنى الصَّرف عندنا أنَّه شىءٌ صُرِف إلى شىءٍ ، كأنَّ الدِّينارَ صُرِف إلى الدراهم ، أى رُجِع إليها ، إِذا أخذتَ بدلَه. قال الخليل : ومنه اشتُقَّ اسمُ الصَّيَرفىّ ، لتصريفه أحدَهما إلى الآخَر. قال : وتصريف الدَّراهِم فى البِياعات كلِّها : إنفاقُها. قال أبو عُبيدٍ : صَرْف الكلام : تزيينه والزِّيادةُ فيه ، وإنَّما سمِّى بذلك لأنّه إِذا زيِّن صرف الأسماعَ إلى استماعه. ويقال لحَدَث الدَّهْر صَرفٌ ، والجمع صُروف ، وسمِّى بذلك لأنه يتصرَّف بالناس ، أى يقلِّبهم ويردِّدهم. فأمّا حِرْمةَ الشّاءِ والبقَر والكلاب ، فيقال لها الصِّرَاف ، وهو عندنا من قياس الباب ، لأنها تَصَرَّف أى تَرَدّدَ وتُراجِع فيه. ومن الباب الصَّريف ، وهو صَوت نابِ البعير. وسمِّى بذلك لأنّه يردِّده ويرَجِّعه. فأمّا قولُ القائل :
بَنِى غُدانةَ ما إنْ أنتمُ ذهباً |
|
ولا صريفاً ولكن أنتم الخزَفُ (١) |
فقال قومٌ : أراد بالصَّريف الفِضّة. فإن كان صحيحا فسميِّت صريفاً من قولهم : صّرَفت الدِّينارَ دراهمَ ، ليس له وجهٌ غير هذا.
وممّا أحسِبَه شاذًّا عن هذا الأصل : الصَّرَفَانُ ، وهو الرَّصاص. والصَّرَفانُ فى قوله :
أمْ صرفاناً باردا شديدا (٢)
__________________
(١) البيت فى اللسان (صرف) والخزانة (٢ : ١٢٤) بدون نسبة فيهما.
(٢) من الرجز المقول على لسان الزباء. اللسان (صرف).