شرع الشين والراء والعين أصلٌ واحد ، وهو شىءٌ يُفتَح فى امتدادٍ يكون فيه. من ذلك الشَّريعة ، وهى مورد الشَّارِبة الماء. واشتُقّ من ذلك الشِّرْعة فى الدِّين ، والشَّريعة. قال الله تعالى : (لِكُلٍّ جَعَلْنا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهاجاً) ، وقال سبحانه : (ثُمَّ جَعَلْناكَ عَلى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ). وقال الشّاعر فى شريعة الماء.
ولمَّا رأتْ أنّ الشّرِيعة همُّها |
|
وأنَّ البياضَ من فرائصها دامِى (١) |
ومن الباب : أشرعت الرُّمَح نحوه إشراعاً. وربَّما قالوا فى هذا شَرَعْت. والإبل الشُّرُوع : التى شَرَعت ورَوِيَت. ويقال أشرعْتُ طريقاً ، إذا أنفذتَه وفتحتَه ، وشرعت أيضاً. وحِيتانٌ شُرَّع : تَخفِض رءوسَها تشرب (٢). وشَرَعْت الإبلَ ، إذا أمكنتَها من الشّريعة. هذا هو الأصل ثم حُمِل عليه كلُّ شىء يُمدُّ فى رفعةٍ وغير رفعة. من ذلك الشِّرَع ، وهى الأوتار ، واحدتها شِرْعة ، والشراع جمع الجمع. قال الشاعر :
كما ازدهرت قَينةٌ بالشِّراع (٣)
ومن ذلك شِراع السَّفينة ، هو ممدودٌ فى علوٍّ. وشبّه بذلك عنقُ البعير فقيل
__________________
(١) البيت لامرئ القيس ، وليس فى ديوانه ، هو فى معجم البلدان ، فى رسم (ضارج) مع قصة تتعلق به.
(٢) فى المجمل : «والحيتان الشرع : الرافعة رءوسها ، ويقال بل الخافضة».
(٣) سبقت قطعة منه فى (زهر). وتمام إنشاده فى الحواشى.