باب السين والواو وما يثلثهما
سوى السين والواو والياء أصلٌ يدلُّ على استقامةٍ واعتدالٍ بين شيئين. يقال هذا لا يساوى كذا ، أى لا يعادله. وفلانٌ وفلانٌ على سَوِيّةٍ من هذا الأمر ، أى سواءٍ. ومكان سُوًى ، أى مَعْلَمٌ قد عَلِم القومُ الدّخولَ فيه والخروج منه. ويقال أسْوَى الرّجلُ ، إذا كان خَلَفُه وولدُه سَويًّا.
وحدثنا على بن إبراهيم القَطّان ، عن على بن عبد العزيز ، عن أبى عُبيد ، عن الكسائىّ قال : يقال كيف أمسيتم؟ فيقال : مستَوُون صالحون. يريدون أولادُنا وماشيتُنا سَوِيّةٌ صالحة.
ومن الباب السِّىُ : الفضاء من الأرض ، فى قول القائل (١) :
كأنَّ نَعَامَ السِّىِ باضَ عليهمُ (٢)
والسِّىّ : المِثْل. وقولهم سِيّانِ ، أى مِثلان.
ومن ذلك قولهم : لا سيّما ، أى لا مثلَ ما. هُو من السِّين والواو والياء ، كما يقال ولا سَواء. والدّليل على أن السّىَ المِثل قولُ الحطيئة :
فإيّاكم وحَيَّةَ بطنِ وادٍ |
|
هَمُوزَ النّابِ لكم بسِىِ (٣) |
ومن الباب السَّواء : وسَط الدَّارِ وغيرِها ، وسمِّى بذلك لاستوائه. قال الله جل ثناؤه : (فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَواءِ الْجَحِيمِ).
__________________
(١) هو زيد الخيل كما فى الحيوان (٤ : ٣٣٩) والشعر والشعراء فى أثناء ترجمة الأعشى ، ونقد الشعر ٣٩. وروى أيضا من قصيدة لمعقر البارقى فى الأغانى (١٠ : ٤٤).
(٢) عجزه : فأحداقهم تحت الحديد خوازر.
(٣) ديوان الحطيئة ٦٩ واللسان (سوا).