فى الذَّقَن ، كأنه رُدّ إلى ما وراءه. والرَّدَّة : قبحٌ فى الوجه مع شىءِ من جَمال ، يقال فى وجهها رَدّةٌ ، أى إنَّ ثَمَّ ما يرُدُّ الطَّرْف ، أى يَرْجِعُه عنها. والمتَرَدِّد : الإنسان المجتمع الخَلْق ، كأنَّ بعضَه رُدَّ على بعض. ويقال ـ وفيه نظر ـ إن المردُودة المُوسَى ، وذلك أنّها تُرَدُّ فى نِصَابِها. ويقال نهرٌ مُرِدٌّ : كثير الماء. وهذا مشتقٌّ من رِدَّة الشَّاةِ والنّاقة. ومن الباب رجُلٌ مُرِدٌّ، إذا طالت عُزْبَتُه ؛ وهو من الذى ذكرناه من رِدَّة الشَّاة ، كأنَّ ماءَه قد اجتمع فى فِقَرته ، كما قال :
رأت غلاماً قد صَرَى فى فِقْرَتِه |
|
ماءَ الشَّبابِ عُنْفُوَانُ شِرَّتِهْ (١) |
رذ الراء والذال كلمةٌ واحدةٌ تدلُّ على مطرٍ ضعيف. فالرَّذَاذ : المطر الضعيف. يقال يومٌ مُرِذٌّ ، أى ذو رَذَاذٍ. ويقال أرضٌ مُرَذٌّ عليها. قال الأصمعىّ : لا يقال مُرَذٌّ ولا مَرذُوذة ، ولكن يقال مُرَذٌّ عليها. وكان الكسائىُّ يقول : هى أرض مُرَذَّةٌ. والله أعلم
باب الراء والزاء وما يثلثهما
رزغ الراء والزاء والغين أُصَيْلٌ يدلُّ على لَثَقٍ وطِين. يقال أرزَغَ المطرُ ، إذا بلَّ الأرض ، فهو مُرْزِغٌ. وكان* الخليل يقول : الرَّزَغَة أشدُّ من الرَّدَغة. وقال قومٌ بخلاف ذلك. ويقال أرزَغَت الزِّيح : أتَتْ بالنَّدَى.
قال طَرَفة :
__________________
(١) للأغلب العجلى ، كما فى اللسان (صرى). وفيه (صرى ، عنف ، سنب): «عنفوان سنبته». وما سيأتى فى (صرى) مطابق لما هنا.