من حدّ الاستواء إلى الاعوجاج. وطريق ذو دَرْءِ ، أى كُسور وجِرَفَةٍ (١) وهو من ذلك. ويقال: أقَمْت من دَرْئهِ ، إذا قوَّمْتَه. قال :
وكنّا إِذا الجَبَّار صعَّرَ خدَّه |
|
أَقَمنا له مِن دَرْئهِ فتقوَّما (٢) |
ويقولون : دَرَأَ البَعيرُ ، إذا وَرِم ظَهْره. فإن كان صحيحاً فهو من الباب ؛ لأنّه يندفعُ إِذا وَرِم. ومن الباب : أدرأَتِ النّاقةُ فهى مُدْرِئٌ ، وذلك إذا أرخَتْ ضَرْعَها عند النِّتاج.
درب الدال والراء والباء الصّحيح منه أصلٌ واحد ، وهو أن يُغْرَى بالشّىءِ ويلزمه. يقال دَرِبَ بالشّيء ، إذا لزِمَه ولصق به. ومن هذا الباب تسميتُهم العادةَ والتّجرِبة دُرْبَة. ويقال طَيْرٌ دَوَارِبُ بالدِّماء ، إذا أُغْرِيَت.
قال الشاعر (٣) :
يصاحِبْنَهم حتَّى يُغِرْنَ مُغارَهم |
|
مِن الضّاريات بالدّماءِ الدّوارِب |
وَدَرْبُ المدينة معروف ، فإنْ كان صحيحاً عربيًّا فهو قياسُ الباب ؛ لأنّ النّاسَ يَدْرَبُون به قصداً له. فأما تَدَرْبَى الشّىءُ ، إذا تَدَهْدَى ، فقد قيل (٤). والدّرْبانِيّة : جنسٌ من البقر. والدّردابُ : صوت الطبَّل. فكلُّ هذا كلامٌ ما يُدْرَى ما هو.
__________________
(١) الجرفة ، كعنبة : جمع جرف ، بالضم وبضمتين ، وهو ما تجرفته السيول وأكلته من الأرض. وفى الأصل : «حرفة» ، تحريف.
(٢) البيت للمتلمس فى ديوانه ص ١ مخطوطة الشقيطى واللسان (درأ).
(٣) هو النابغة الذبيانى ، والبيت التالى من القصيدة الأولى فى ديوانه ص ٤.
(٤) لم يذكر فى اللسان والجمهرة ، وذكر فى القاموس مع المهموز «تدربأ».