حا الحاء والهمزة قبيلة. قال :
* طلبتُ الثأْرَ فى حَكَمٍ وحاء (١) *
حب الحاء والباء أصول ثلاثة ، أحدها اللزوم والثَّبات ، والآخر الحَبّة من الشىء ذى الحَبّ ، والثالث وصف القِصَر.
فالأوَّل الحَبَ (٢) ، معروفٌ من الحنطة والشعير. فأما الحِبُ بالكسر فبُزور الرّياحين ، الواحدُ حِبَّة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فى قومٍ : «يخرُجون من النَّار فيَنْبتُون كما تنبت الحِبَّةُ فى حَميلِ السَّيل».
قال بعض أهل العلم : كلُّ شىء له حَبٌ فاسم الحَبّ منه الحِبَّة. فأمَّا الحِنطة والشعير فَحبٌ لا غير.
ومن هذا الباب حَبّة القلب : سُوَيداؤه ، ويقال ثمرته.
ومنه الحَبَب وهو تَنَضُّد الأسنان. قال طرفة :
وإذا تَضْحك تُبدِى حَبَباً |
|
كرُضَابِ المِسْكِ بالماء الخَصِرْ (٣) |
وأمّا اللزوم فالحبّ والمحَبّة ، اشتقاقه من أحَبَّه إذا لزمه. والمُحبّ : البعير الذى يَحْسِرَ فيلزمُ مكانَه. قال :
جَبَّتْ نِساءَ العالَمِينَ بالسّبَبْ |
|
فهُنَّ بعدُ كلُّهُنَ كالمُحِبّ (٤) |
__________________
(١) كذا ورد ضبطه فى اللسان (٢٠ : ٣٣٤) على أنه عجز بيت. ولم أجد تتمته. وفى الجمهرة (١ : ١٧٢): «وبنو حاء ممدود بطن من العرب ، وهم بنو حاء بن جشم بن معد : وهم حلفاء لبنى الحكم بن سعد العشيرة».
(٢) قد جرى فى الكلام على أن يجعل هذا أول أبواب معانى المادة ، مع أنه ذكره هنا ثانيها.
(٣) ديوان طرفة ٦٥ والمجمل واللسان (حبب). ورضاب المسك : قطعه.
(٤) البيتان فى اللسان (حبب) وأمالى القالى (٢ : ١٩).