حيد الحاء والياء والدال أصلٌ واحد ، وهو المَيْل والعُدول عن طريق الاستواء. يقال حادَ عن الشىء يَحِيدُ حَيْدَةً وحُيوداً. والحَيُودُ : الذى يَحِيد كثيراً ، ومثله الحَيَدى على فَعَلى. قال الهذلى (١) :
أو أصْحَمَ حامٍ جَرامِيزَهُ |
|
حَزَابِيةٍ حَيَدى بالدِّحالِ |
الحَيْد : النادر من الجَبَل ، والجمع حُيُودٌ وأحياد. والحُيُود : حيود قَرْن الظَّبى ، وهى العُقد فيه ، وكلُّ ذلك راجعٌ إلى أصل واحد.
حير الحاء والياء والراء أصلٌ واحد ، وهو التردُّد فى الشىء. من ذلك الحَيْرة ، وقد حار فى الأمر يَحِير ، وتحيَّر يتحير. والحَيْرُ والحائِر : الموضع يتحيّر فيه الماء. قال قيس(٢):
تَخْطُو على بَرْدِيّتين غذاهُما |
|
غَدِق بساحَةِ حَائر يَعْبوبِ |
ويقال لكلِّ ممتلىءٍ مستَحِيرٌ ، وهو قياسٌ صحيح ، لأنه إذا امتلأ تردّد بعضُه على بعض ، كالحائر الذى يتردّد فيه [الماء] إذا امتلأ. قال أبو ذؤيب :
* واستحارَ شَبابُها (٣) *
حيز الحاء والياء والزاء ليس أصلا ؛ لأن ياءه فى الحقيقة واوٌ. من ذلك الحيِّز الناحية. وانحاز القوم ، وقد ذكر فى بابه.
__________________
(١) هو أمية بن أبى عائذ الهذلى ، كما فى اللسان (صحم ، جرمز ، حزب ، حيد). وقصيدته فى شرح السكرى للهذليين ١٨٠ ومخطوطة الشنقيطى ٧٩.
(٢) يعنى قيس بن الخطيم. والبيت فى ديوانه ٦. وعجزه فى اللسان والتاج (عبب).
(٣) قطعة من بيت له فى ديوانه ٧١ واللسان (حير). وتمامه :
ثلاثة أعوام فلما تجرست |
|
تقضى شبابي واستصار شبابها |