ثم إن دعاء الإمام الحسين عليهالسلام بالعافية للرجل من تطابق الجواب والسؤال ، وللتنبيه له بالأدب الإسلامي ، والإنساني عند المواجهة وافتتاح الكلام بالسلام ، وتعليم الجاهل بالأحكام ، وأنه كالمريض الذي ينبغي له الدعاء بالعافية ، وإن كان التعارف بهذه الكلمة لمجرد الدعاء ، ومن التحية ، ولكن الإمام عليهالسلام نوى بها التنبيه والتعليم ، وغيرهما من المعاني المتناسبة.
ثم إن النهي المشدد عن الكلام قبل السلام ؛ لصون كرامة المواجهة ورعاية حقوق الأخوّة الإسلامية ، بل وحقّ إنسان مع إنسان آخر وهو السلام الضامن عن نيل الشر ، وقد سبق حديث الصدوق عن الصادق عليهالسلام وفيه الجواب عن سؤال معنى التسليم في الصلاة؟ فقال : التسليم علامة الأمن ، وتحليل الصلاة ـ إلى أن قال عليهالسلام : ـ كان الناس فيما مضى إذا سلّم عليهم وارد أمنوا شرّه ، وكانوا إذا ردّوا عليه أمن شرّهم (١) ...
والعادة مستمرة بين بعض طوائف العرب : إذا دخل داخل عليهم ولم يسلّم أو لم يأكل من طعام ربّ البيت ، خيف منه ، وعلم أنّه أضمر أمراً لابد منه ، والسلام أو أكل الطعام عندهم علامة الأمن منه.
٧ ـ العلوي : « أمرنا رسول الله صلىاللهعليهوآله إذا مرّ بنا رجل ولم يسلّم والطعام بين أيدينا أن لا ندعوه إليه » (٢).
__________________
١ ـ الوسائل ٤ | ١٠٠٦ ، معاني الأخبار ١٧٦.
٢ ـ مستدرك الوسائل ٨ | ٣٥٦.