الابـتـداء بـالسـلام
كان رسول الله ، صلىاللهعليهوآله ، سباقاً إلى كل خير وجميل ، ومنه الابتداء بالسلام لتواضعه وحسن خلقه. وفي حديث هند بن أبي هالة التميمي ـ ربيب النبي ، صلىاللهعليهوآله ، وكان وصافاً عن حليته (١) ـ قال : « كان رسول الله فخماً مفخماً ، يتلألأ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر ـ إلى أن قال : ـ وإذا مشى كأنما ينحط من صبب (٢) ، وإذا التفت التفت جميعاً ، خافض الطرف ، نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء ، جل نظره الملاحظة ، يسوق أصحابه (٣) ، ويبدر من لقي بالسلام » (٤).
و « يبدر » من البدار أي : كان ، صلىاللهعليهوآله ، يسبق كل من يلقاه بالسلام ، حتى النساء والصبيان وإليك من هذا اللون من أحاديث :
١ ـ الصادقي :
« كان رسول الله ، صلىاللهعليهوآله ، يسلم على النساء ويرددن
__________________
١ ـ قال المحدث القمي : كان فصيحاً بليغاً إلى آخر كلامه. السفينة ٢ | ٧٢٥ ـ هند ـ.
٢ ـ قال ابن الأثير : أي : في موضع منحدر ، وفي رواية « كأنما يهوي من صبوب ». النهاية ٣ | ٣ ـ صبب ـ.
٣ ـ يقدم أصحابه فيكون سائقاً ، ولا يتقدمهم ليكون قائداً لهم ؛ لأن السائق يقال للمتأخر ، والقائد للمتقدم.
٤ ـ مكارم الأخلاق للطبرسي ٩ ـ ١١ ، معاني الأخبار ٨٠ ـ ٨١.