أول ما يحتاج إليه
الأجتماع التعاوني بين الأفراد هو أن يأمن بعضهم بعضاً ، في نفسه ، وعرضه ، وماله
، وكل أمر يؤول إلى أحد هذه الثلاثة.
هذا هو السلام الذي سنّ الله تعالى
إلقاءه عند كل تلاق من متلاقيين ، قال تعالى : ( فإذا دخلتم بيوتاً
فسلموا على أنفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة ) [ النور : ٦١ ] ، وقال تعالى : ( يا
أَيُّها الَّذينَ ءامَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرُ بُيُوتِكُمْ حَتّى
تَستَأْنِسُوا وتُسَلِّمُوا عَلى أَهلِها ذلِكُم خَيْرٌ لَكُم لَعَلَّكُم
تَذَكَّرُونَ )
[ النور : ٢٧ ]. وقد أدب الله رسوله ، صلىاللهعليهوآلهوسلم
، بالتسليم للمؤمنين وهو سيدهم فقال : ( وإذاجاءك الذين
يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة ) [ الأنعام : ٥٤ ] ، وأمره بالتسليم
لغيرهم في قوله : ( فاصفح عنهم وقل سلام فسوف تعلمون ) [ الزخرف : ٨٩ ] .
يريد طاب ثراه :
أن السلام الإسلامي يحصر الخضوع لله
تعالى ؛ لأنه كما تقدم اسم من أسمائه عز وجل ، وملازمة المسلمين له عند كل مواجهة
توجيه قهري إلى صاحب الاسم وهو الله تعالى فينحصر الخضوع له دون غيره تعالى :
ولعل السر في الاهتمام به هو هذا المعنى
، أو الاندفاع به إلى شرع الحب ، وإظهار ما انطوى عليه صاحبه من الوفاء والولاء ؛
وذلك من أقوى وسائل المحبة ، والأخوة الإسلامية .
ومن معاني السلام : أنه دعاء لسلامة
صاحبه ، أو كما قيل من الوجوه السلامية له : أن ، معنى ( السلام عليكم ) أي اسم
الله عليكم كالظلة تخيم على رؤوسكم ، ويراد بذلك حفظكم ـ وإن من أثر الاسم الأخذ
بلفظه كاسم الغني للغنى ، واسم القادر للاقتدار ، والعزيز للعزة وهكذا باقي
الأسماء الحسنى.
__________________