صلىاللهعليهوآله ربه تبارك وتعالى مطرقاً فقال : السلام عليك » (١).
وفي المقنع : ثم سلم وقل : « اللهم أنت السلام ، ومنك السلام ، ولك السلام ، وإليك يعود السلام ، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ، السلام على الأئمة الراشدين المهديين ، السلام على جميع أنبياء الله ، ورسله ، وملائكته ، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ، فإذا كنت إماماً فسلم وقل : السلام عليكم مرة واحدة وأنت مستقبل القبلة ، وتميل بعينك [ بعينيك ] إلى يمينك ، وإن لم تكن إماما فقل : السلام عليكم وتميل بأنفك إلى يمينك ، وإن كنت خلف إمام تأتمّ به ، فتسلّم تجاه القبلة واحدة ردّاً على الإمام ، وتسلم على يمينك واحدة ، وعلى يسارك واحدة ، إلاّ أن لا يكون على يسارك أحد ، فلا تسلم على يسارك ، إلا أن بجنب الحائط فتسلم على يسارك ولا تدع التسليم على يمينك كان على يمينك أحد أو لم يكن » (٢).
بيـان :
في تسليمات الصلاة أسرار كثيرة ، قد جاءت الإشارة إلى بعضها في أحاديث سلام الصلاة ، وقد سبق الصادقي منها أنه الأمان من إبطال الصلاة وعما يفسدها (٣) ، وأنه يأمن المسلّم والمسلّم عليه من شرّ كلّ إلى كلٍّ (٤) ، هذا في غير الصلاة ، وأما فيها فكما دريت معنى الأمان به آنفاً. ولعل من معاني سلام الصلاة على غير الله عزّ وجلّ هو الاستمرار على الألفة ، والتعرف ، وجميل العشرة ، التي كانت قبل الصلاة ، وأنّ السلام عند الفراغ منها أقرب إلى الخلوص والوفاء والصدق ؛ لأنه قد سمت نفس المصلي بعروجه إلى عرش العظمة وجمال الحقّ تعالى فجاء بالسلام من عند السلام.
__________________
١ ـ جامع أحاديث الشيعة ٥ | ٣٥١.
٢ ـ المقنع ٢٩ ، جامع أحاديث الشيعة ٥ | ٣٥٠ ، الباب ٥ من التشهد والتسليم.
٣ ـ الوسائل ٤ | ١٠٠٦. وفي غضون العنوان الأول من العناوين العشرة.
٤ ـ المصدر نفسه.