سـلام الوداع
إنما شرّع السلام لكلّ من متلاقيين لأجل أن تطيب الضمائر ، وتسكن الخواطر ، ولتجديد العهد ، وإبقاء السلام والأمن ، والخير للعباد والبلاد.
وهذه المعاني كما هي محبوبة في بداية اللقاء كذلك بصالح الجانبين في نهايته ، وليس السلام في الأولى بأولى من الثانية ؛ لأن المواجهة بطلاقة الوجه وعن سلامة الطوية ومرضيّة على كلّ حال ، يفترقان على ذلك كما يلتقيان ؛ وجمال السبب في البدء والعود واحد ، وليس الأول أجمل من الآخر، وبه جاء النصّ الصحيح مصرّحاً : وأنّ التحية عند الانصراف ليست بأولى من الآخرى.
١ ـ الحسن الطبرسي ـ في مكارم الأخلاق ـ عن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : « إذا قام أحدكم من مجلسه منصرفاً فليسلّم ، فليست الأولى (١) بأولى من الأخرى » (٢).
٢ ـ سبط الطبرسي ـ في مشكاة الأنوار ـ عنه صلىاللهعليهوآله قال : « إذا انتهى أحدكم إلى المجلس فليسلّم ، فإن بدا له أن يجلس فليجلس ، فإذا قام فليسلّم ؛ فإن الأول ليس أولى من الآخر » (٣).
__________________
١ ـ أي التحيّة أو التسليمة الأولى.
٢ ـ مكارم الأخلاق ٢٦ ، الوسائل ٨ | ٤٥٦ ، جامع أحاديث الشيعة ١٥ | ٦١٨.
٣ ـ مستدرك الوسائل ٨ | ٣٧٨ ، جامع الأحاديث ١٥ | ٦١٨.