وإنهم ليشاهدون النصارى في هذا العصر يجتهدون بنشر دينهم ، ويوزعون كثيراً من كتبهم على الناس مجاناً ، ويعلّمون أولاد المخالفين لهم في مدارسهم ليقربوا من دينهم ، حتى إن الأوروبيين فرحوا فرحاً شديداً عندما وافقهم خديوي مصر ( إسماعيل باشا ) على استبدال التاريخ المسيحي بالتاريخ الهجري ، وعدوا هذا من آيات الفتح. وترى القوم يسعون في جعل يوم الأحد عيداً أسبوعياً للمسلمين ، يشاركون فيه النصارى بالبطالة ، ومع هذا ترى المسلمين لا يزالون يحبون منع غيرهم من الأخذ بآدابهم وعاداتهم ، ويزعمون أن هذا تعظيم للدين ، وكأن هذا التعظيم لا نهاية له إلا حجب هذا الدين عن العالمين ، إن هذا لهو البلاء المبين ، وسيرجعون عنه بعد حين ) (١).
أقـول :
من أراد النهج القويم ، والصراط المستقيم ، فليسلك مسلك أهل البيت عليهمالسلام ، ولينهج منهجهم ، وصراطهم المستقيم ، بالتعلم من محاسن كلامهم فيأخذ عنهم دينه ، فإن في حديث الإمام الرضا عليهالسلام قال : « رحم الله عبداً أحيا أمرنا ، قلت : كيف يحيي أمركم؟ قال : يتعلم علومنا ، ويعلمها الناس ، فإن الناس لو علموا محاسن كلامنا لاتبعونا ... » (٢) ، ما يدعو الناس إلى الدين الخالص ، لأنهم عليهمالسلام حقيقة الدين.
__________________
١ ـ تفسير المنار ٥ | ٣١٤ ـ ٣١٥.
وأهل البيت عليهم السلام هم الذين يمثلون الإسلام وحقائقه ، وهم أهل السلام.
٢ ـ الوسائل ١٨ | ٦٦.