السابقة مخصصة لها ، وجاء في تفسيرها في وصية الحسن إلى الحسين عليهماالسلام :
« ... وأن تدفّني مع رسول الله ، صلىاللهعليهوآله ، فإني أحق به وببيته ممن دخل بيته بغير إذنه ، ولا كتاب جاءهم من بعده ، قال الله فيما أنزله على نبيه ، صلىاللهعليهوآله ، في كتابه : ( يأيها الذين ءامنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم ) فوالله ما أذن لهم في الدخول في حياته بغير إذنه ، ولا جاءهم الإذن في ذلك من بعد وفاته ، ونحن مأذون لنا في التصرف فيما ورثناه من بعده ... » (١).
وقد جاء الأمر بالاستئذان عند الدخول إلى أي بقعة من بقاع النبي والأئمة عليهمالسلام ما أوله : « اللهم إني وقفت على باب بيت من بيوت نبيك وآل نبيك عليه وعليهم السلام ، وقد منعت الناس الدخول إلى بيوته إلا بإذن نبيك : فقلت : ( يأيها الذين ءامنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم ) ـ إلى قوله : (٢) ـ فإني أستأذنك يا ربّ أوّلاً ، وأستأذن رسولك صلواتك عليه وآله ثانياً ، وأستأذن خليفتك المفروض علي طاعته. في الدخول في ساعتي هذه إلى بيته ، وأستأذن ملائكتك الموكلين بهذه المشاهد المباركة ورحمة الله وبركاته ، بإذن الله ، وإذن رسوله ، وإذن خلفائه ، وإذنكم صلوات الله عليكم أجمعين أدخل هذا البيت ... » (٣).
الاستئذان من صاحب المشهد ، والملائكة الموكلة به ، بعد طلب الإذن من الله والرسول ، والأعلى فلأعلى من الأئمة المعصومين عليهمالسلام هو من آداب التشرف بذلك المشهد ، ثم الزيارة بعد الدخول إلى الحرم بالمأثور أو غير المأثور ، وليست الزيارة إلا أن يجدد الزائر عهده بالمزور ، ويتعاهده معه على العهود والمواثيق فيما بينهما من القيام والالتزام بها ، على أن الكلمات المتبادلة التي تجري على لسان الزائر تزيده شوقاً
__________________
١ ـ تفسير البرهان ٣ | ٣٣٢. تفسير نور الثقلين ٤ | ٢٩٦ ، نقلاً من شيخ الطائفة.
٢ ـ الاستئذان للشيخ المفيد البحار ١٠٠ | ١٦٠.
٣ ـ البحار ١٠٠ | ١٦٠ ـ ١٦١.