جنس الجيم والنون والسين أصلٌ واحد وهو الضَّربُ مِن الشَّئ. قال الخليل : كلُّ ضربٍ جِنْس ، وهو من النَّاس والطَّير والاشياء جملة. والجمع أجْنَاس. قال ابن دريد : وكان الأصمعىّ يدفع قولَ العامّة : هذا مُجانِسٌ لهذا. ويقول : ليس بعربىٍّ صحيح. وأنا أقول : إنّ هذا غَلَط على الأصمعىّ ؛ لأنه الذى وضع كتاب الأجناس ، وهو أوّل من جاء بهذا اللَّقب فى اللُّغة.
جنف الجيم والنون والفاء أصلٌ واحد وهو المَيْل والمَيَل. يقال جَنِفَ إذا عَدَل (١) وجَارَ. قال الله تعالى جَلَّ ثناؤه : (فَمَنْ خافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفاً).
ورجلٌ أجْنَفُ إذا كان فى خَلْقِه مَيَلٌ. ويقال لا يكون ذلك إلَّا فى الطُّول والانحناء.
ويقال تجانَفَ عن كذا ، إذا مال. قال :
تَجَانَفُ عَنْ جُلِّ اليَمَامَةِ نافَتِى |
|
وما عَدَلَتْ عن أهْلِهَا لِسِوائِكا (٢) |
باب الجيم والهاء وما يثلثهما
جهو الجيم والهاء والحرف المعتلّ يدلُّ على انكشافِ الشَّئ. يقال أجْهَتِ السّماءُ ، أقلَعَتْ. ويقال خِباءٌ مُجْهٍ لا سِتْر عَليه. وجَهِيَ البيتُ يَجْهَى ، إذا خَرِبَ ؛ وهُوَ جاهٍ. ويقال إن الْجَهْوَةَ السَّهُ مكشوفةً.
جهد الجيم والهاء والدال أصلُهُ المشقَّة ، ثم يُحمَل عليه ما يقارِبُه. يقال جَهَدْتُ نفسى وأجْهَدت والجُهْد الطَّاقَة. قال الله تعالى : (وَالَّذِينَ لا يَجِدُونَ
__________________
(١) أى عدل عن الحق.
(٢) البيت للأعشى فى ديوانه ٦٦ واللسان (جنف ، سوى) والخزانة (٢ : ٥٩) والإنصاف ١٨٥. ومعظم الروايات : «جو اليمامة».