باب الجيم والنون وما يثلثهما
جنه الجيم والنون والهاء ليس أصلا ، ولا هو عندى من كلام العرب ، إلا أنّ ناساً زعموا أن الجَنَهَ (١) الخيزُران. وأنشدوا :
فى كَفه جُنَهىٌ ريحه عَبِقٌ |
|
بكفِّ أَرْوَعَ فى عِرنينِهِ شَمَمُ (٢) |
جنى الجيم والنون والياء أصلٌ واحد ، وهو أَخْذُ الثَّمَرة من شجَرها ، ثم يحمل على ذلك ، تقول جَنيتُ الثَّمرةَ أجْنِيها ، واجْتَنَيْتُها. وثمرٌ جَنِىٌ ، أى أُخِذَ لوَقْته.
ومن المحمول عليه : جَنَيْتُ الجنايةَ أجنْيِها.
جنأ الجيم والنون والهمزة أصلٌ واحد ، وهو العَطْف على الشئ والحُنُوّ عليه. يقال جَنِىَ عليه يجْنَأُ جَنَأ ، إذا احْدَوْدَب ، ورجل أدنأ وأجنأ بمعنًى واحد. وتجانَأْتُ على الرّجُل ، إذا عطَفْتَ عليه. والتُّرْسُ المُجْنَأْ مِنْ هذا. قال :
* ومُجْنَأٍ أسْمَرَ قَرَّاعِ (٣) *
__________________
(١) وكذا ورد فى المجمل ، والذى فى سائر المعاجم «الجنهى» بلفظ المنسوب. وقد اختلف فى ضبط هذا الأخير ، فضبطه فى القاموس باللفظ «كعرنى» أى بضم ففتح. وذكر شارح القاموس أن الذى فى نسخ الصحاح الجنهى بضم فتشديد النون مفتوحة. قال : «ووجد فى نسخ التهذيب بفتح وتخفيف النون ، كعربى ، وهو الصواب كذلك ، بخط الصغانى».
(٢) البيت للفرزدق يقوله فى هشام بن عبد الملك كما فى أمالى المرتضى (١ : ٤٨) وزهر الآداب (١ : ٦٠). أو الحزين الكنانى فى عبد الملك بن مروان كما فى ديوان الحماسة (٢ : ٢٨٤) أو للفرزدق فى على بن الحسين ، كما فى العمدة (٢ : ١١٠) وأمالى المرتضى. أو للعين المنقرى كما فى العمدة ، أو لكثير بن كثير السهمى فى محمد بن على بن الحسين ، كما فى المؤتلف ١٦٩. أو لداود بن سلم فى قثم بن العباس ، كما فى العمدة وانظر اللسان (جنه) والحيوان (٣ : ١٣٣).
(٣) لأبى قيس بن الأسلت. وصدره كما فى اللسان والمفضليات (٢ : ٨٥) :
صدق حسام؟ حده