والجُمجمة : جُمجُمَة الإِنسان ؛ لأنها تجمع قبائلَ الراس. والجمجمة : البئر تُحفَر فى السَّبَخَة. وجَمَ الفرس وأجمَ (١) إذا تُرك أنْ يُركَبَ. وهو من الباب ؛ لأنه تَثُوب إليه* قوّتُه وتجتمع. وجَماجِم العرب : القبائل التى تجمع البطون فيُنسَب إليها دونَهم ، نحو كَلْب بن وَبْرة ، إذا قلت كلبىٌّ واستغنيتَ أن تنسِبَ إلى شئٍ من بطونها.
والجَماء الغَفير : الجماعة من الناس. قال بعضهم : هى البيضةُ بَيْضة الحديد ؛ لأنها تجمع شَعرَ الرَّأس (٢).
ومن هذا الباب أجَمّ الشئُ : دنا.
والأصل الثانى الأجمّ ، وهو الذى لا رُمْحَ معه فى الحرب. والشّاة الجمّاء التى لا قَرْن لها. وجاء فى الحديث : «أُمِرْنا أن نبنىَ المساجدَ جُمًّا (٣)». يعنى أن لا يكون لجدرانها شُرَفٌ.
جنن الجيم والنون أصل واحد ، وهو [السَّتْر] والتستّر. فالجَنَّة ما يصير إليه المسلمون فى الآخرة ، وهو ثواب مستورٌ عنهم اليومَ. والجَنّة البستان ، وهو ذاك لأنَّ الشجر بِوَرَقه يَستُر. وناسٌ يقولون : الْجَنَّة عند العرب النَّخْل الطّوَال ، ويحتجُّون بقول زهير :
كأنّ عَيْنَىّ [فى] غَرْبَىْ مُقَتَّلَةٍ |
|
مِن النَّواضح تَسْقِى جَنَّةً سُحُقا (٤) |
__________________
(١) يقال جم ، بالبناء للفاعل ، وأجم بالبناء للفاعل والمفعول.
(٢) فى اللسان (١٤ : ٣٧٥): «الجماء بيضة الرأس ، سميت بذلك لأنها جماء ، أى ملساء. ووصفت بالغفير لأنها تغفر أى تغطى الرأس».
(٣) فى لسان (شرف ، جمع): «وفى حديث ابن عباس : أمرنا أن لبنى المدائن شرفا والمساجد جما».
(٤) ديوان زهير ٣٧ واللسان (قتل ، جنن). وكلمة «فى» من المصادر المتقدمة والمجمل.