برس الباء والراء والسين أصلٌ واحدٌ ، يدلُّ على السهولة واللين قال أبو زيد (١) : بَرَّسْت المكانَ إذا سَهَّلْتَه وليّنْتَه. قال : ومنه اشتقاق بُرْسان قبيلة من الأزد. والبُرِس القُطْن. والقياسُ واحد. ومما شذَّ عن هذا الأصل قولُهم : ما أدرى أىُ البَرَاساءِ والبَرْنَساءِ هو ، أى أىُّ الخلقِ هو.
برش الباء والراء والشين كلمةٌ واحدةٌ ، وهو أن يكون الشئِ ذا نُقَطٍ متفرّقةٍ بِيضٍ. وكان جَذِيمَةُ أبرَصَ ، فكُنِّىَ بالأبرش.
برص الباء والراء والصاد أصلٌ واحدٌ ، وهو أن يكون فى الشئ لُمْعَةٌ تخالف سائرَ لونه ، من ذلك البرصُ. وربما سمَّوا القمرَ أبرص. والبَرِيص مثل البصيص ، وهو ذلك القياس. قال :
* لهنَّ بخدِّهِ أبداً بريصُ (٢) *
والبِرَاصُ بِقَاعٌ فى الرَّمْل لا تُنْبِتُ (٣). وسامُ أبْرَصَ معروفٌ. قال القُتيبىّ : ويجمع على الأبارِصِ. وأنشد :
واللهِ لو كنتُ لهذا خالصا (٤) |
|
لكُنتُ عبداً يأكل الأَبارِصا (٥) |
__________________
(١) فى الأصل : «ابن دريد» تحريف ، صوابه فى المجمل. ولم تذكر الكلمة فى جمهرة ابن دريد ولم تذكر فى اللسان أيضا. لكن جاء فى القاموس : «والتبريس تسهيل الأرض وتليينها».
(٢) فى الأصل : «لهن بخدا» ، صوابه فى المجمل.
(٣) واحدها «برصة» بالضم.
(٤) فى الأصل : «لها خالصا» ، صوابه فى اللسان (برص).
(٥) الرواية فى أدب الكاتب ١٥٢ والاقتضاب ٣٥٥ والحيوان (٤ : ٣٠٠) ، واللسان. «لكنت عبداً آكل الأبارصا». وفى الأصل : «تأكل الأبارصا» ، صوابه من الجمهرة (١ : ٢٥٨) حيث عقب بقوله : «خاطب أباه فقال : لو كنت أصلح لهذا العمل الذى تأخذنى به لكنت عبداً يأكل الأبارصا».