باب الباء والذال وما يثلثهما فى الثلاثى
بذر الباء والذال والراء أصلٌ واحد ، وهو نَثْر الشئِ وتفريقُه يقال بذرْتُ البَذْرَ أبْذُرُهُ بَذْراً ، وبذَّرت المالَ أُبَذِّرُه تبذيراً. قال الله تعالى (وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً. إِنَ الْمُبَذِّرِينَ كانُوا إِخْوانَ الشَّياطِينِ). والبُذُر القومُ لا يكتمُون حديثاً ولا يحفَظُون ألسِنَتهم. قال علىٌّ عليه السلام : «أُولئك مَصابيحُ الدُّجَى ، ليسوا بالمَسَاييح ولا المَذَايِيع البُذُر». فالمذاييع الذين يُذِيعُون ، والبُذُر الذين ذكرناهم (١). وبَذَّرٌ مكانٌ ، ولعلّه أن يكون مشتقًّا من الأصل الذى تقدَّم قال الشّاعر (٢) :
سَقَى اللهُ أمواهاً عَرَفْتُ مَكانَها |
|
جُرَاباً ومَلكوماً وبَذَّرَ والغَمْرَا (٣) |
بذع الباء والذال والعين ، كلمة واحدة فيها نظرٌ ولا يقاسُ عليها ، يقولون بَذَعْتُه وأبْذَعْتُه إذا أفزَعْتَه.
بذل الباء والذال واللام كلمةٌ واحدة ، وهو تركُ صِيانةِ الشّئ ، يقال بذَلْتُ الشَّئَ بَذْلاً ، فأنا باذلٌ وهو مبذول ، وابتذلْتُه ابْتِذالاً. وجاء فلانٌ فى مَباذِلِه ، وهى ثيابُه التى يَبْتَذِلُها. ويقال لها مَعَاوِزُ ، وقد ذُكِرتْ فى بابها
__________________
(١) وأما المساييح فجمع مسياح ، وهو الذى يسيح فى الأرض بالنميمة والشر. والبذر : جمع بذور وبذير ، كصبور وصبر ونذير ونذر.
(٢) هو كثير عزة ، كما فى اللسان (بذر). وأنشد ، ياقوت فى (بذر ، جراب ، ملكوم) ولم ينسه.
(٣) هذه كلها آبار بمكة. وفى الأصل : «ملكوكا» ، تحريف.