والأصل الآخَر قولهم : أُبْدعَتِ الراحلةُ ، إذا كَلّت وعَطِبت ؛ وَأُبدِع بالرَّجُل ، إذا كَلَّتْ رِكابُه أو عَطِبت وبقى مُنْقَطَعاً به. وفى الحديث : «أنّ رجلاً أتاه فقال يا رسول الله ، إنى أُبْدِعَ بى فاحمِلنى (١)». ويقال الإبداع لا يكون إلا بظَلْعٍ ومن بعض ذلك اشتُقّت البِدْعة (٢)
بدغ الباء والدال والغين ، ليست فيه كلمةٌ أصلية ، لأنّ الدال فى أحد أصولها مبدَلة من طاءِ ، وهو قولهم بَدِغَ الرَّجُل إذا تلطَّخ بالشّرّ ، وهو بَدِغٌ من الرِّجال. وهذا إنما هو فى الأصل طاء ، وقد ذكر فى بابه (بطغ). وبقيت كلمتان مشكوك فيهما : إحداهما قولهم البَدَغ التزحُّف على الأرض. والأخرى قولهم : إنّ بنى فُلانٍ لبَدِغُونَ ، إذا كانوا سِماناً حسنةً أحوالُهم. والله أعلمُ بصحَّة ذلك.
بدل الباء والدال واللام أصلٌ واحد ، وهو قيام الشئِ مَقامَ الشئِ الذاهب. يقال هذا بَدَلُ الشئِ وبَدِيلُه. ويقولون بدّلْتُ الشئَ إذا غيّرتَه وإنْ لم تأْتِ له ببَدَلٍ (٣). قال الله تعالى: (قُلْ ما يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقاءِ نَفْسِي). وأبْدَلْتُه إذا أتيتَ له ببدلٍ. قال الشاعر (٤) :
* عَزْلَ الأمِيرِ للأَميرِ المُبْدَلِ *
__________________
(١) فى الأصل : «فاحملنى به».
(٢) فى المجمل : «لأن قائلها ابتدعها من غير مقال إمام».
(٣) فى الأصل : «وإن لما تأت» ، صوابه فى المجمل.
(٤) هو أبو النجم العجلى الراجز ، كما فى اللسان (١٣ : ٥٠).