وعاذلةٍ هَبَّتْ بليلٍ تلومُنِى |
|
وفى كفّها كِسْرٌ أَبَحُ رَذُومُ (١) |
الرَّذُوم السَّائل دَسَما. يقول : إنّها لامَتْه على نحرِ مالِهِ لأضيافِهِ ، وفى كفِّها كِسرٌ ، وقالت : أَمِثْلُ هذا يُنْحَر. ونُرَى أنَّ السَّمينَ وذَا اللَّحمِ إنما سمِّىَ أبَحَ مقابلةً لقولهم فى المهزول: هو عِظامٌ تُقَعْقِع.
والأصل الآخر البُحْبُوحة وَسَط الدار ، ووَسط مَحَلّة القوم. قال جرير :
قومى تميمٌ همُ القومُ الذين هُمُ |
|
ينْفُون تَغلِبَ عن بُحبُوحَة الدَّارِ (٢) |
والتَّبَحْبُح (٣) : التمكُّن فى الحُلول والمُقام. قال الفراء : يقال نحن فى باحَّة الدّارِ بالتشديد ، وهى أوسعُها. ولذلك قيل فلانٌ يتبحبح فى المجْد أى يتّسِع. وقال أعرابىٌّ فى امرأةٍ ضَرَبَها الطَّلْق : «تركتها تَتَبَحْبَحُ على أيدى القَوابل».
بخ الباءٍ والخاء. وقد روى فيه كلامٌ ليس أصلاً يقاسُ عليه ، وما أراه عربيا ، وهو قولهم عند مَا الشئ : بَخْ ؛ وبخبَخَ فلانٌ إذا قال ذلك مكرِّراً له. قال :
بين الأشَجِّ وبين قيس باذخٌ |
|
بَخْ بَخْ لوالدهِ وللمولُودِ (٤) |
وربما قالوا بَخٍ. قال :
روافدهُ أكرَمُ الرَّافداتِ |
|
بَخٍ لك بَخٍ لِبَحرٍ خِضَمّ (٥) |
فأمّا قولهم : «بخبخُوا عنكم من الظَّهيرة» أى أبردوا ، فهو ليس أصلاً ؛ لأنه مقلوب خَبَّ. وقد ذكر فى بابه.
__________________
(١) البيت فى اللسان (كسر ، بحح ، رذم).
(٢) البيت فى ديوانه ٣١١ واللسان (بحج).
(٣) فى الأصل : «والتبحح» ، محرفة.
(٤) البيت لأعشى همدان ، كما فى المجمل واللسان والصحاح (بخخ). وفى الأساس أنه يقوله فى عبد الرحمن بن الأشعث.
(٥) استشهد به فى اللسان (٣ : ٤٨٣) على جمعه بين لغتى التخفيف والتشديد مع التنوين.