أمه وأما الهمزة والميم والهاء فقد ذكروا فى قول الله : وادّكر بعد أمه على قراءة من قرأها كذلك (١) ، أنّه اللِّسيان ؛ يقال أمِهْتُ إذَا نِسيتَ. وذا حرفٌ واحد لا يُقاسُ عليه.
أموى وأما الهمزة والميم و [ما] بعدهما من المعتلِّ فأصلٌ واحد. وهو عُبوديّة المملوكة. قال الخليل : الأمَة المرأة ذات عُبوديّة. تقول أقرّتْ بالأمُوَّة. قال :
* كما تَهْدِى إلى العُرُسَاتِ آمِ (٢) *
وتقول : تأمَّيْت فُلانةَ جعلتُها أَمَةً. وكذلك اسْتَأْمَيْتُ. قال :
* يرضَوْنَ بالتَّعْبيدِ والتّأَمِّى (٣) *
ولو قيل تَأَمَّتْ ، أى صارت أمةً ، لكان صواباً. وقال فى الأُمِىّ (٤) :
إذا تبارَين معاً كالأُمِىِ |
|
فى سَبْسَبٍ مطَّرِد القَتَامْ |
ولقد أَمِيتِ وتَأَمَّيْتِ أُمُوَّةً. قال ابنُ الأعرابىّ. يقال استَأمَتْ إذا أشْبَهَت الإماء ؛ وليست بمستأميةٍ إذا لم تشبِهْهن. وكذلك عبدٌ مستعبِدٌ.
__________________
(١) هى قراءة ابن عباس ، وزيد بن على ، والضحاك ، وقتادة ، وأبى رجاء ، وشبيل بن عزرة وربيعة بن عمرو ، وكذلك قرأها ابن عمر ، ومجاهد وعكرمة باختلاف عنهم. وقرئ أيضا : (إمة) بكسر الهمزة وتشديد الميم. وقرأها الجمهور بضم الهمزة وتشديد الميم. انظر تفسير أبى حيان (٥ : ٣١٤) واللسان (أمه).
(٢) تهدى : تتقدم. ورواية اللسان (١٨ : ٤٧): «تردى» وصدره :
تركت الطير عاجله عليه
(٣) البيت لرؤبة فى ١٤٣ واللسان (١٨ : ٤٨). وقبله :
ما الناس إلا كالثمام الثم
(٤) يقال «أمى» و «أمى» بضم الهمزة وفتحها ، كما فى أمالى ثعلب ٦٤٣.