فأما قوله تعالى : (لِإِيلافِ قُرَيْشٍ)(١). قال أبو زيد : المألف : الشجر المُودِق الذى يدنو إليه الصَّيد لإلْفِه إيَّاهُ ، فيَدِقُ إليه (٢).
ألق الهمزة واللام والقاف أصلٌ يدلُّ على الخفّة والطيش ، واللَّمعانِ بسُرعة. قال الخليل : الإِلْقَة : السِّعلاة ، والذِّئبة ، والمرأة الجريئة ، لخبثهنّ. قال ابنُ السِّكِّيت : والجمع إلَقٌ. قال شاعر (٣) :
* جَدَّ وَجَدَّتْ إِلْقَةً من الإلَقْ *
قال : ويقال امرأةٌ أَلَقَى سريعة الوَثْب. قال بعضهم : رجل أَلَّاقٌ أى كذّاب. وقد أَلَق بالكذب يَأْلِقُ أَلْقاً. قال أبو علىّ الأصفهانى ، عن القريعىّ : تأَلَّقَت المرأة ، إذا شمَّرت للخصومة واستعدَّت للشرّ ورفعت رأسَها. قال ابن الأعرابىّ : معناه صارت مثل الإلْقة. وذكر ابن السكّيت : امرأة إلْقَةٌ ورجل إِلْقٌ. ومن هذا القياس : ائتلق البرق ائتلاقاً إِذا برَق ، وتألَّق تأَلُّقاً. قال :
يُصِيخُ طَوْراً وطَوْراً يقْترِى دَهِساً |
|
كأنّه كوكبٌ بالرَّمْلِ يأتلِقُ |
ألك الهمزة واللام والكاف أصلٌ واحد ، وهو تَحمّلُ الرِّسالة. قال الخليل : الأَلُوكُ الرسالة ، وهى المألُكةُ على مَفْعَلُةَ. قال النابغة (٤) :
__________________
(١) كذا جاء الكلام هاهنا ناقصاً. وفى اللسان : «يقول تعالى : أهلكت أصحاب الفيل لأولف قريشاً مكة ، ولتؤلف قريش رحلة الشتاء والصيف ، أى تجمع بينهما ، إذا فرغوا من ذه أخذوا فى ذه».
(٢) ودق الصيد يدق ودقا ، إذا دنا منك.
(٣) هو الراجز رؤبة بن العجاج ، انظر ديوانه ١٠٧ والحيوان (٢ : ٢٨٥ / ٦ : ٣١٤).
(٤) من قصيدة له فى ديوانه ص ٧٨ من خمسة دواوين العرب ، قالها حين قتلت بنو عبس نضلة الأسدى وقتلت بنو أسد منهم رجلين ، فأراد عيبنة بن حصن عون بنى عبس ، وأن يخرج بنى أسد من حلف بنى ذبيان.