«السَّاعةَ يَأْلِبُ إِليك» أى يرجِع إليك. وأنشد ابن الأعرابى :
ألم تعلمى أن الأحاديث فى غَدٍ |
|
وبعد غَدٍ يَأْلِبْنَ أَلْبَ الطَّرائدِ (١) |
أى ينضمّ بعضها إلى بعض. ومن هذا القياس قولهم : فلان يَالُبُ إِبِلَه أى يطردُها. ومنه أيضاً قول ابن الأعرابى : رجل إِلْبُ حَرْبٍ ، إِذا كان يُؤَلِّبُ فيها ويجمِّع. ومنه قولهم : أَلَبَ الجُرْحُ يَأْلُبُ أَلْباً إِذا بدأ [برؤه (٢)] ثم عاوَدَه فى أسفله نَغَل. وأمَّا قولهم لما بين الأصابع إِلْبٌ (٣) فمن هذا أيضا ، لأنه مجمع الأصابع. قال :
* حَتَّى كأنّ الفَرْسَخينِ إِلْبُ *
والذى حكاه ابن السّكّيت من قولهم : ليلة أَلُوبٌ ، أى باردة ، ممكنٌ أن يكون من هذا الباب ، لأن واجد (٤) البرد يتجمّع ويتضامّ ، وممكنٌ أن يكون هذا من باب الإبدال ، ويكول الهمزة بدلاً من الهاء ، وقد ذُكِر فى بابه. وقول الراجز :
* تَبَشَّرِى بماتِحٍ أَلُوبِ (٥) *
فقيل هو الذى يُتابع الدِّلاء يستقى ببعضها فى إِثر بعض ، كما يتألَّب القومُ بعضُهم إِلى بعض.
ألت الهمزة واللام والتاء كلمةٌ واحدة ، تدلُّ على النُّقصان ، يقال أَلَتَهُ يَأْلِتُهُ أى نقصه. قال الله تعالى : لا يألتكم من أعمالكم شيئا (٦) أى لا ينقصكم.
__________________
(١) البيت فى اللسان (١ : ٢٠٩) بدون نسبة.
(٢) التكملة من اللسان (١ : ٢١٠). ونصه : «والألب ابتداء برء الدمل».
(٣) فى اللسان عن ابن جنى : «ما بين الإبهام والسبابة». وفى القاموس : «الإلب بالكسر : الفتر».
(٤) فى الأصل : «واحد» بالحاء المهملة ، صوابه بالجيم.
(٥) البيت فى اللسان (١ : ٢١٠).
(٦) هى قراءة الحسن والأعرج وأبى عمرو ، كما فى تفسير أبى حيان (٨ : ١١٧). وفى الأصل (لا يَلِتْكُمْ) بقراءة جمهور القراء ، وإيرادها هنا خطأ ، وموضعها مادة (ليت).