غلط ، ونبذ زلة
تقع في كتبهما ، ولا يلحق بهما رجل من اصحاب الزوايا لا يُعْرَف الّا بقريته ، ولا
يوثق بصدقه ومعرفته ونقله الغريب الوحشي من نسخة إلى نسخة ، ولعل النسخة التي نقل
عنها ما نسخ كانت سقيمة».
«والذي ادَّعاه
البشتي من تمييزه بين الصحيح والسقيم ومعرفته الغث من السمين ، دعوى. وبعضُ ما
قرأت من أول كتابه دلَّ على ضد دعواه».
«وأنا ذاكرٌ لك
حروفاً صحَّفها وحروفاً أخطأ في تفسيرها ، من أوراق يسيرة كنت تصفحتها من كتابه
لأثبت عندك انه مبطل في دعواه» .
وبعد أنْ يسرد
الأزهري تلك الحروف التي صحَّفها والأخرى التي أخطأ في تفسيرها يقول :
«وقد ذكرتُ لك هذه
الأحرف التي أخطأ فيها والتقطتُها من اوراق قليلة ، لتستدلَّ بها على ان الرجل لم
يفِ بدعواه. وذلك انه ادَّعى معرفة وحفظاً يميز بها الغث من السمين ، والصحيح من
السقيم ، بعد اعترافه أنه استنبط كتابه من صحفٍ قرأها ، فقد أقرَّ انه صحفي لا
رواية له ولا مشاهدة ، ودلَّ تصحيفه وخطؤه على انه لا معرفة له ولا حفظ. فالواجب
على طلبة هذا العلم ألّا يغتروا بما اودع كتابه ، فإِن فيه مناكير جمة لو استقصيتُ
تهذيبها اجتمعتْ منها دفاتر كثيرة» .
ويقول الأزهري في
موضع آخر من مقدمة كتابه :
«روى الليث بن
المظفر عن الخليل بن أحمد في أول كتابه : هذا ما ألفَّه الخليل بن أحمد من حرف «أ.
ب. ت. ث» التي عليها مدار كلام العرب وألفاظها ، ولا يخرج شيء منها عنها ، أراد
أنْ يعرف بذلك جميع ما تكلمتْ به
__________________