وَرَوَاهُ أَيْضاً أَبُو عُمَرَ ابْنُ عَبْدِ الْبِرِّ فِي أَوَاخِرِ تَرْجَمَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ كِتَابِ الْإِسْتِيعَابِ بِهَامِشِ الْإِصَابَةِ: ج ٣ صلي الله عليه وآله وسلم ٦٥ قَالَ:
وَرَوَى أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ وَغَيْرُهُ عَنْ مَلِكِ بْنِ مِغْوَلٍ ، عَنْ أُكَيْلٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: قَالَ لِي عَلْقَمَةُ:
[أَ] تَدْرِي مَا مَثَلُ عَلِيٍّ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ قُلْتُ: وَمَا مَثَلُهُ قَالَ: مَثَلُ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ أَحَبَّهُ قَوْمٌ حَتَّى هَلَكُوا فِي حُبِّهِ ، وَأَبْغَضَهُ قَوْمٌ حَتَّى هَلَكُوا فِي بُغْضِهِ.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: أُكَيْلٌ هَذَا هُوَ أَبُو حَكِيمٍ كُوفِيُّ مُؤَذِّنُ مَسْجِدِ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ. رَوَى عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ وَالشَّعْبِيِّ وَ [إِبْرَاهِيمَ] النَّخَعِيِّ وَإِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ وَجَوَّابٍ التَّيْمِيِّ. رَوَى عَنْهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ وَجَمَاعَةٌ مِنَ الْجِلَّةِ.
وَقَالَ الطَّبْرِسِيُّ فِي تَفْسِيرِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ مِنْ تَفْسِيرِ مَجْمَعِ الْبَيَانِ: وَرَوَى سَادَةُ أَهْلِ الْبَيْتِ عَنْ عَلِيٍّ عَلَيْهِمْ أَفْضَلُ الصَّلَوَاتِ أَنَّهُ قَالَ: جِئْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَوْماً فَوَجَدْتُهُ فِي مَلَإٍ مِنْ قُرَيْشٍ ، فَنَظَرَ إِلَيَّ ثُمَّ قَالَ: يَا عَلِيُّ إِنَّمَا مَثَلُكَ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ كَمَثَلِ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ أَحَبَّهُ قَوْمٌ فَأَفْرَطُوا فِي حُبِّهِ فَهَلَكُوا ، وَأَبْغَضَهُ قَوْمٌ فَأَفْرَطُوا فِي بُغْضِهِ فَهَلَكُوا ، وَاقْتَصَدَ فِيهِ قَوْمٌ فَنَجَوْا. فَعَظُمَ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ فَضَحِكُوا وَقَالُوا: يُشَبِّهُهُ بِالْأَنْبِيَاءِ وَالرُّسُلِ: فَنَزَلَتِ الْآيَةُ.
وَرَوَاهُ أَيْضاً مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الطُّوسِيُّ فِي الْحَدِيثِ: (٤٨) مِنَ الْجُزْءِ: (١٢) مِنْ أَمَالِيهِ صلي الله عليه وآله وسلم ٣٥٤ ط بيروت قَالَ:
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ بْنِ الصَّلْتِ الْأَهْوَازِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عُقْدَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْحُسَيْنِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُوسَى عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ آبَائِهِ: عَنْ عَلِيٍّ عَلَيْهِمْ السَّلَامُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ: يَا عَلِيُّ إِنَّ فِيكَ مَثَلاً مِنْ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ أَحَبَّهُ قَوْمٌ فَأَفْرَطُوا فِي حُبِّهِ فَهَلَكُوا فِيهِ ، وَأَبْغَضَهُ قَوْمٌ فَأَفْرَطُوا فِي بُغْضِهِ فَهَلَكُوا فِيهِ ، وَاقْتَصَدَ قَوْمٌ فَنَجَوْا.
قَالَ الْعَلَّامَةُ الطَّبَاطَبَائِيُّ مُدَّ ظِلُّهُ ـ بَعْدَ ذِكْرِ الْحَدِيثِ عَنِ الطَّبْرِسِيِّ فِي تَفْسِيرِ الْمِيزَانِ: ج ١٨ ـ ١٢٣ ـ : وَالرِّوَايَةُ غَيْرُ مُتَعَرِّضَةٍ لِتَوْجِيهِ قَوْلِهِمْ: (أَآلِهَتُنا خَيْرٌ أَمْ هُوَ) وَلَئِنْ كَانَتِ الْقِصَّةُ سَبَباً لِلنُّزُولِ فَمَعْنَى الْجُمْلَةِ: لَأَنْ نَتَّبِعَ آلِهَتَنَا وَنُطِيعَ كُبَرَاءَنَا خَيْرٌ مِنْ أَنْ نَتَوَلَّى عَلِيّاً فَيَتَحَّكَمَ عَلَيْنَا ، أَوْ خَيْرٌ مِنْ أَنْ نَتَّبِعَ مُحَمَّداً فَيُحَكِّمَ عَلَيْنَا ابْنَ عَمِّهِ!!!
وَيُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ قَوْلُهُ: (أَآلِهَتُنا خَيْرٌ أَمْ هُوَ) اسْتِئْنَافاً ، وَالنَّازِلُ فِي الْقِصَّةِ هُوَ قَوْلُهُ: (وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً) الْآيَةَ.