قُرَيْشٍ وَمَوْلًى لِعُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ ، فَأَخَذْنَا الْمَوْلَى وَتَفَلَّتَ الْقُرَشِيُّ ، فَجَعَلْنَا نَسْأَلُهُ عَنِ الْقَوْمِ فَيَقُولُ: هُمْ وَاللهِ كَثِيرٌ عَدَدُهُمْ شَدِيدٌ بَأْسُهُمْ ـ فَجَعَلُوا يُهَدِّدُونَهُ [إِذَا قَالَ ذَلِكَ ـ وَضَرَبُوهُ] حَتَّى انْتَهَوْا بِهِ إِلَى النَّبِيِّ صلي الله عليه وآله وسلم فَقَالَ دَعُوهُ [ثُمَ] قَالَ كَمِ الْقَوْمُ فَقَالَ : هُمْ [وَاللهِ] كَثِيرٌ عَدَدُهُمْ شَدِيدٌ بَأْسُهُمْ. ثُمَّ سَأَلَهُ فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ ، فَلَمَّا أَنْ أَعْيَاهُمْ أَنْ يُخْبِرَهُمْ ـ قَالَ : كَمْ يَنْحَرُونَ كُلَّ يَوْمٍ مِنَ الْجَزُورِ (١) قَالَ : عَشَرَةٌ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ : الْقَوْمُ أَلْفٌ لِكُلِّ جَزُورٍ مِائَةٌ وتبها [كَذَا] فَلَمَّا انْتَهَيْنَا إِلَى بَدْرٍ وَقَدْ بَاتَ رَسُولُ اللهِ لَيْلَهُ يَدْعُو ـ وَيَقُولُ : اللهُمَّ إِنْ تَهْلِكْ هَذِهِ الْفِئَةُ لَا تُعْبَدُ فِي الْأَرْضِ. فَلَمَّا أَنْ طَلَعَ الْفَجْرُ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم : [إِلَيَ] يَا عِبَادَ اللهِ ـ فَأَقْبَلْنَا مِنْ تَحْتِ الشَّجَرِ وَالْحَجَرِ ، فَصَلَّى ثُمَّ حَثَّ عَلَى الْقِتَالِ وَأَمَرَ بِهِ ـ وَقَالَ : جَمَعَ قُرَيْشٌ عِنْدَ هَذَا الضِّلْعِ الْأُحَيْمِرِ مِنَ الْجَبَلِ ـ فَلَمَّا أَقْبَلَ الْمُشْرِكُونَ إِذَا مِنْهُمْ رَجُلٌ يَسِيرُ عَلَى جَمَلٍ أَحْمَرَ (٢) فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلي الله عليه وآله وسلم : يَا عَلِيُّ نَادِ يَا حَمْزَةُ مَنْ صَاحِبُ الْجَمَلِ وَمَا يَقُولُ لَكَ (٣) فَإِنْ يَكُ أحدا [أَحَدٌ فِيهِ خَيْرٌ ـ أَوْ يَأْمُرُ بِخَيْرٍ فَعَسَى أَنْ يَكُونَ صَاحِبَ الْجَمَلِ. فَنَادَاهُمْ حَمْزَةُ : مَنْ صَاحِبُ الْجَمَلِ قَالُوا : عُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ وَهُوَ يَنْهَى عَنِ الْقِتَالِ ـ وَيَقُولُ : يَا قَوْمِ أَرَى قَوْماً مُسْتَمِيتِينَ ، يَا قَوْمِ لَا تَصِلُوا إِلَيْهِمْ حَتَّى تَهْلِكُوا ، فَلْيَلِ قِتَالَهُمْ غَيْرُكُمْ فَاعْصِبُوهَا بِرَأْسِي ـ فَقَالُوا
__________________
وَإِلَيْكَ سَنَدَ الطَّبَرِيِّ فِي سِيرَةِ رَسُولِ اللهِ فِي يَوْمِ بَدْرٍ مِنْ تَارِيخِهِ : ج ٢ صلي الله عليه وآله وسلم ٢٦٩ قَالَ :
حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ الْمِقْدَامِ قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ ، عَنْ حَارِثَةَ ، عَنْ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ : لَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ أَصَبْنَا مِنْ ثِمَارِهَا فَاجْتَوَيْنَاهَا ...
(١) الْجَزُورُ : مَا يُذْبَحُ وَيُنْحَرُ مِنَ النِّيَاقِ ، أَوِ الْغَنَمِ. وَالْجَمْعُ : جُزُرٌ وَجَزُورَاتٌ وَجَزَائِرُ.
(٢) هَذَا هُوَ الظَّاهِرُ ، وَفِي الْأَصْلِ : «عِنْدَ هَذِهِ الضِّلْعِ الْأُحَيْمِرِ إِذَا مِنْهُمْ رَجُلٌ يَسِيرُ عَلَى هَذِهِ جَمَلٌ أَحْمَرُ ..». وَفِي تَارِيخِ الطَّبَرِيِّ : «عِنْدَ هَذِهِ الضِّلْعَةِ».
(٣) كَذَا فِي الْأَصْلِ ، وَفِي تَارِيخِ الطَّبَرِيِّ : «وَمَا ذَا يَقُولُ لَهُمْ». وَهُوَ الظَّاهِرُ.