فمنهم أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد ابن الجوزي المتوفى سنة ٥٩٧ ه في «المنتظم في تاريخ الملوك والأمم» (ج ٧ ص ١٦١ ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :
محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضياللهعنهم ، أبو جعفر الباقر : باقر العلم ، امه أم عبد الله بنت الحسن بن علي بن أبي طالب ، وولد له جعفر ، وعبد الله من ام فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق.
وقال في ص ١٦٢ : توفي محمد في هذه السنة ، وقيل : سنة ثمان عشرة ، وقيل : سبع عشر وهو ابن ثلاث وسبعين سنة ، وأوصى أن يكفن في قميصه الذي كان يصلي فيه.
ومنهم عدة من الفضلاء المعاصرين في «فهرس أحاديث وآثار المصنف ـ للشيخ عبد الرزاق الصنعاني» (ج ٣ ص ١٦٢ ط عالم الكتب بيروت) قالوا :
أبو جعفر محمد بن بن علي بن الحسين. ٣٤١٧.
__________________
تفسير غضب الله فقال : إنه العقاب وليس غضبه كغضب البشر. وان طبيعة الله لا تتغير. وعرف الرسول صلىاللهعليهوسلم بأنه ينزل عليه جبريل فيراه ويسمع كلامه وينزل عليه الوحي وربما رأى في منامه ، والنبي صلىاللهعليهوسلم ربما سمع الكلام وربما رأى الشخص ولم يسمع ، والامام هو الذي يسمع الكلام ولا يرى الشخص. وقال : إن الأئمة معصومون ، وان أهل البيت خالصون من ارتكاب المعاصي ، وان الأرض هي ملك للأئمة وبهم ينظر الله إلى الناس بعين الرحمة ولولاهم لهلك الناس ، وهم لا يخافون وان أنكر الأشقياء ذلك.
وفي دفاع الامام الباقر عن حقوقه في الامامة أمام الخليفة هشام ، قرأ قوله تعالى : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً) [سورة المائدة : ٣]. ثم قال بأن الوحي الظاهر قد كمل وان الرسول صلىاللهعليهوسلم أسر لعلي بأمور أخرى. وإن عليا اختص أحد آل البيت فأورثه الأسرار. وأجاب هشام : إن الله لم يشرك أحدا بمعرفة أسراره فكيف يجوز لعلي أن يدعي ذلك؟ فذكر له الباقر أحاديث كثيرة عن الرسول صلىاللهعليهوسلم تدل على العلاقة الوثيقة بينه وبين المكانة السامية لعلي. فلما سمع هشام ذلك سكت ساعة ثم أذن للباقر وأصحابه بالانصراف. ولم تؤثر مظاهر السلطة والفخفخة عند الخليفة على الامام فأجاب على مسائله بدون خوف أو تردد.