صام وإن شاء أفطر. فأما عشر خصال التي هي واجبة : فصوم شهر رمضان ، و [صوم] شهرين متتابعين فيمن جامع أو أكل متعمدا في شهر رمضان واجب إذا لم يجد العتق. وصوم شهرين متتابعين [في] كفارة الظهارة إذا لم يجد العتق واجب. وصوم شهرين متتابعين في [قتل] الخطاء إذا لم يجد العتق. وصوم ثلاثة أيام متتابعات في كفّارة اليمين واجب إذا لم يقدر على العتق وعلى الطعام. وصوم أذى حلق الرأس كما قال الله تعالى : (فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ بِهِ أَذىً مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ) [فصاحبها فيها بالخيار ، فإن صام صام ثلاثة أيام].
وصوم المتعة واجب لمن يجد الهدي وذلك كما قال الله عزوجل : (فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذا رَجَعْتُمْ ، تِلْكَ عَشَرَةٌ كامِلَةٌ ذلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرامِ). وصوم جزاء الصيد [واجب] قال الله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّداً فَجَزاءٌ مِثْلُ ما قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْياً بالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعامُ مَساكِينَ أَوْ عَدْلُ ذلِكَ صِياماً) [المائدة : ٩٥]. ثم قال : أو تدري كيف يكون عدل الصيام يا زهري؟ قال : قلت : لا. قال : يقوّم الصيد قيمة ثم يفض تلك القيمة على الأصوع فينظركم صاع هنّ فصام لكل نصف صاع يوما وصوم النذر واجب. وصوم الاعتكاف واجب. وأما صوم الحرام فصوم يوم الأضحى ويوم الفطر ، وثلاثة من أيام التشريق. وصوم يوم الشك أمرنا به ونهينا عنه ، أمرنا به أن نصومه شعبان ، ونهينا أن نفرده رمضان. وصوم الوصال. وصوم الصمت. وصوم الدهر. وصوم نذر المعصية كل ذلك حرام. وأما الصوم الذي صاحبه فيه بالخيار : فصوم يوم الجمعة ويوم الخميس ويوم الاثنين ويوم عرفة ، ويوم عاشوراء ، وثلاثة أيام من كل شهر وستة أيام من شوال بعد شهر رمضان فهذا صاحبها بالخيار ، إن شاء صام ، وإن شاء أفطر. فهذه جماع الصوم يا زهري.