(ق ٣٨٩ نسخة مكتبة الملي بفارس) قال :
وكان رضياللهعنه يقول : اللهم إني أعوذ بك أن تحسن علانيتي وتقبح سريرتي اللهم كما اسأت وأحسنت إليّ فإذا عدت فعد عليّ.
وعن سفيان بن عيينة عن الزهري قال : سمعت علي بن الحسين عليهماالسلام سيد العابدين وهو يحاسب نفسه ويناجي ربه ويقول : حتام إلى الحياة سكونك وإلى الدين وعمارتها كونك اما اعتبرت بمن مضى من أسلافك ومن وارته الأرض من الافك ومن فجعت به من إخوانك ومن نقل إلى دار البلى من أقرانك.
فهم في بطون الأرض بعد ظهورها |
|
محاسنهم فيها بوال دواثر |
خلت دورهم منهم وأقوت عراصها |
|
وساقتهم نحو المنايا المقادر |
وخلّوا عن الدنيا وما جمعوا لها |
|
وضمّتهم تحت التراب الحفائر |
كم تخرمت أيدي المنون من قرون بعد قرون وكم غيّرت الأرض ببلاها وغيّبت في ثراها ممن عاشرت من صنوف الناس وشيعتهم إلى الارماس.
وأنت على الدنيا مكتب منافر |
|
لخطابها فيها حريص مكابر |
على خطر تمسي وتصبح لاهيا |
|
أتدري بما ذا لو عقلت تخاطر |
وان امرأ يسعى لدنياه جاهدا |
|
ويذهل عن أخراه لا شك خاسر |
فحتام على الدنيا إقبالك وبشهواتها اشتغالك قد وحطك القتر وداناك الذبر دانت عما يراد بك ساه لومك لاه.
وفي ذكر هول الموت والقبر والبلى |
|
عن اللهو واللذات للمرء زاجر |
انظر إلى الأمم الخالية والقرون الفانية والملوك الماضية العاتية كيف انتفستهم الأيام وأفناهم الحمام فامتحت من الدنيا آثارهم وبقيت فها أخبارهم.
وأضحوا رميما في التراب واقفرت |
|
مجالس منهم عطلت ومقاصر |
وحلّوا بدار لا تزاور بينهم |
|
وانّى لسكان القبور التزاور |
فما ان ترى إلّا جثى قد ثووا بها |
|
مسنمة تسفى عليها الأعاصر |