في ضمير الحسين لم تكن قضية فرصة سنحت .. ولا هي قضية حق شخصي في الخلافة يبتغي استرداده .. ولا هي من القضايا التي يكون للإنسان الرشيد حق التخلي عنها ..! القضية في ضمير التقي الشجاع ، كانت قضية دين .. ويستوي عنده تخليه عن هذه القضية ، وتخليه عن هذا الدين ..! صحيح أن الشكل الخارجي للقضية تمثّل يومها في استخلاف يزيد .. لكنّ جوهرها الصحيح كان واضحا أمام وعي الحسين ورشده ونور بصيرته ـ تماما كما كان واضحا من قبل أمام وعي أبيه الامام ، وأمام رشده وبصيرته ..!! واستخلاف يزيد على هوانه ، لا ينفي عن القضية موضوعيتها العميقة ، ولا يقلل من تبعة النهوض بها ، بل هو يزيد من إلحاح هذه التبعات.
ما قيل في رثاه عليهالسلام
ذكره جماعة :
فمنهم الشريف شهاب الدين أحمد بن عبد الله الحسيني الإيجي الشيرازي الشافعي في «توضيح الدلائل» (ق نسخة مكتبة الملي بفارس)
فلما غلب الأعور السلمي يوم صفين على الماء ولم يقدر أصحاب علي عليهالسلام على جرعة منه فبعث الحسين عليهالسلام في خمسمائة فارس فكشف الأعور السلمي عنه فقال أمير المؤمنين : معاشر الناس هذا ولدي يقتل بطف كربلاء ظمآنا وينفر فرسه يحمحم ويقول في حمحمته : الظليمة الظليمة يا أمة قتلت ابن بنت نبيها وهم يقرءون القرآن الذي جاء به إليهم ويذكرون اسمه على منابرهم. ثم إن عليا عليهالسلام جعل يقول :
وكل ذي نفس أو غير ذي نفس |
|
يسعى إلى أجل يجري بمقدار |
لقد أمر زمان عصرا وحلا |
|
ولا أدري اليوم حلوا بعد إمرار |
أرى الحسين جهارا قبل مصرعه |
|
علما يقينا بأن يرثى بأشعار |
ولما جاء الفرس إلى الخيام ونعى الحسين عليهالسلام صرخت زينب بزفيرها