ثم بعث حمزة بن الزبير بعده ، ثم بعث مصعبا ، فقتل المختار وبعث برأسه إلى ابن الزبير ، فقال ابن الزبير : ما حدثني كعب إلّا صدقته فيه ، قال لي تقتل ابن معقب قد قتلته.
وقتل مصعب أصحاب المختار ، قتل منهم ثمانية آلاف صبرا وكان خلع طاعة عبد الله بن الزبير ودعا إلى نفسه ، ونافق بالكوفة ، فحاربه مصعب بن الزبير من البصرة فقتله ودخل الكوفة ، ثم حج في سنة إحدى وسبعين ، فقدم على ابن الزبير ، قال : ودخلت حيّة في رأس عبيد الله بن زياد لما وضع برحبة الكوفة. حدثني بكر بن حماد عن نعيم بن حماد عن أبي معاوية عن الأعمش عن عمار بن عمير قال : كنا بالرحبة ، فأتي برءوس ، ورأس عبيد الله بن زياد ، فقالوا : انفلتت الحية فانفرجوا لها ، فأقبلت تشم الرءوس حتى دخلت في رأس عبيد الله بن زياد ، ثم خرجت ثم دخلت والناس ينظرون.
قال بكر : حدثني به أبو الحسن الكوفي عن أبيه عن أبي معاوية بإسناد مثله.
ومنهم الحافظ أبو العلى محمد بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري الهندي المتوفى سنة ١٣٥٣ ه في «تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي» (ج ١٠ ص ٢٨٣ ط دار الفكر في بيروت) قال :
أخبرنا أبو معاوية عن الأعمش عن عمارة بن عمير قال : لما جيء برأس عبيد الله بن زياد وأصحابه نضدت في المسجد في الرحبة فانتهيت إليهم وهم يقولون قد جاءت قد جاءت فإذا حية قد جاءت تخلل الرءوس حتى دخلت في منخري عبيد الله بن زياد فمكثت هنيهة ثم خرجت فذهبت حتى تغيبت ثم قالوا قد جاءت قد جاءت ففعلت ذلك مرتين أو ثلاثا. هذا حديث حسن صحيح.
قال محشي الكتاب في الذيل : وإنما أورد الترمذي هذا الحديث في مناقب الحسين لأن فيه ذكر المجازاة لما فعله عبيد الله بن زياد برأس الحسين رضياللهعنه.