من كان قد عرفته مدية دهره |
|
ومرت له أخلاق سم منقع |
فليعتصم بعرى الدعاء ويبتهل |
|
بامامة الهادي البطين الأنزع |
نزعت عن الآثام طرا نفسه |
|
ورعا فمن كالأنزع المتورع |
وحوى العلوم عن النبي وراثة |
|
فهو البطين بكل علم مودع |
وهو الوسيلة في النجاة إذ الورى |
|
رجفت قلوبهم لهول المجمع |
فهذا تلخيص ما ورد في صفته وزبدة ما قيل في حليته ومما يستفتح أبواب المسامع من واردات طلائع البدائع في معني صفات البطين الأنزع ما هو ألذّ عند السامع من حصول الغنى للبائس القانع ووصول الأمن إلى قلب الخائف الخاشع وهو انه عليهالسلام لما اشتمل عليه رسول الله صلىاللهعليهوسلم بتربيته إياه ومتابعته في هذا فكان بأوامره ونواهيه يروح ويغدي وبشعاره يتجلب ويرتدي وباستبصاره في اتباعه يأتم ويهتدي.
وعلى الجملة عن المرء لا تسئل وسل عن قرينه فكل قرين بالمقارن يقتدي خصه الله عز وعلا من أنوار النبوة المنتشرة في الآفاق بنفس زكية مستنيرة الإشراق قابلها بصفاتها لانطباع صور مكارم الأخلاق مطهرة لضيائها من اقتراب كدر الكفرة وشقاق النفاق فنزعت لطهارتها عن ظلمات الشرك ونكبات الافك فكان عليهالسلام أول ذكر آمن برسول الله صلىاللهعليهوسلم معه بغير شك ونزعت نفسه إلى