ومنهم الحافظ الشيخ جلال الدين السيوطي في «مسند علي بن أبي طالب» (ج ١ ص ٣٦٦ ط حيدرآباد) قال :
عن أبي الطفيل عامر بن واثلة قال : شهدت علي بن أبي طالب رضياللهعنه يخطب فقال في خطبته : سلوني ، فو الله لا تسألوني عن شيء يكون إلى يوم القيامة إلا حدثتكم به سلوني عن كتاب الله فو الله ما من آية إلا أنا أعلم أبليل نزلت أم بنهار أم في سهل نزلت أم في جبل ، فقام إليه ابن الكواء فقال : يا أمير المؤمنين ما الذاريات ذروا؟ فقال له : ويلك! سل تفقها ولا تسأل تعنتا ، (وَالذَّارِياتِ ذَرْواً) الرياح (فَالْحامِلاتِ وِقْراً) السحاب (فَالْجارِياتِ يُسْراً) السفن (فَالْمُقَسِّماتِ أَمْراً) الملائكة ، فقال : فما السواد الذي في القمر؟ فقال : أعمى يسأل عن عمياء ، قال الله تعالى : (وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنا آيَةَ النَّهارِ مُبْصِرَةً) فمحونا آية الليل السواد
__________________
وذكر استدلاله عليهالسلام في عدة الحامل المتوفى عنها زوجها بقوله تعالى : (وَأُولاتُ الْأَحْمالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَ) الطلاق / ١٤. مع قوله تعالى : (وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْواجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً) البقرة / ٢٣٤. ورأى عليهالسلام : أن الحامل المتوفى عنها زوجها إن وضعت قبل مضي أربعة أشهر وعشرة أيام تربصت إلى انقضائها وإن انقضت المدة قبل الوضع تربصت إلى الوضع.
وقال في ذيل الكتاب ص ٣٨ :
انظر التسهيل في علوم التنزيل لابن جزري ١ / ٤ ، وفيه يقول : ولو وجد مصحفه أي مصحف علي لكان فيه علم كبير ولكنه لم يوجد. وكذلك أشار إلى ذلك ابن النديم في فهرسته ، حيث ذكر أن عليا رأى من الناس طيرة عند وفاة النبي صلىاللهعليهوسلم فأقسم أنه لا يضع عن ظهره رداءه حتى يجمع القرآن ، فجلس في بيته ثلاثة أيام حتى جمع القرآن ، فهو أول مصحف جمع فيه القرآن من قلبه. أنظر الفهرست ص ٤١ ـ ٤٢ ، تاريخ اليعقوبي ٢ / ١٥٢ نقلا عن سليمان كتاني ص ٦١ ـ ٦٧.