كان آدم شديد الأدمة عظيم العينين أقرب إلى القصر ، ذا بطن ، كثير الشعر ، عريض اللحية ، أصلع أبيض الرأس ، لم يخضب إلا نادرا ، كذا في صفوة ابن الجوزي. وفي ذخيرة [ذخائر] العقبى للمحب الطبري : كان ربعة معتدلا ، أدعج العينين عظيمهما ، حسن الوجه كأنه قمر ، عظيم البطن إلى السمن ، وفي رواية : أغيد كأن عنقه بريق فضة ، أصلع ليس في رأسه شعر إلا من خلفه ، وشديد الساعد واليدين إذا مشى إلى الحرب هرول ، ما صارع أحدا إلا صرعه ، خفيف المشي ضحوك السن.
إلى أن قال بعد نقل قول شرح المقاصد عن بعض المتكلمين انعقاد الإجماع على كونه حقيقا بالخلافة : قال إمام الحرمين : ولا عبرة بقول من قال : لا إجماع على إمامة علي إن الخلافة لم تنكر له.
ومنهم العلامة الحافظ زين الدين الشيخ زكريا بن محمد بن أحمد بن زكريا الأنصاري السنكي الأزهري الشافعي المتوفى سنة ٩٢٥ في «تعليقة فتح الباقي على ألفية العراقي» (ج ١ ص ٢٦ ط دار الكتب العلمية في بيروت) قال :
علي بن أبي طالب : أمير المؤمنين أبو الحسنين علي بن أبي طالب الهاشمي صهر رسول الله صلىاللهعليهوسلم الذي خصه الله تبارك وتعالى بمزايا فجعل السلالة النبوية من صلبه ، فقد أخرج الطبراني في الكبير عن جابر والخطيب عن ابن عباس عن النبي صلىاللهعليهوسلم أنه قال : إن الله تبارك وتعالى جعل ذرية كل نبي في صلبه وجعل ذريتي في صلب علي من فاطمة. وفي حديث : إن الله لم يبعث نبيا قط إلا جعل ذريته من صلب غيري فإن الله جعل ذريتي من صلب علي ه.
واعلم أن الشرف كان يطلق في الصدر الأول على كل من كان من أهل البيت سواء كان حسنيا أم حسينيا أم علويا من ذرية محمد بن الحنفية وغيره من أولاد علي بن أبي طالب أم جعفريا أم عقيليا أم عباسيا ، ولهذا نجد المؤرخين كالحافظ الذهبي وغيره يقول في التراجم : الشريف العباسي الشريف العقيلي الشريف الجعفري ، فلما