__________________
وحسبي أن الرسول قد أشرق على وجهه الكريم ابتسامة الرضا عمّا تمّ في هذه اللحظات الكريمة.
وخرج الإمام بنبئه على أصحابه وكان ممّن علموا خبر هذا الحديث عثمان بن عفان الذي اشترى منه الدرع بثمن لا بأس به وأعاده له هدية ليلة زفافه المباركة.
وأمهرها الإمام رضياللهعنه بعد أن باع بعيرا كان بملكه أيضا وبعض متاعه أمهرها أربعمائة وثمانين درهما فقال له النبي صلىاللهعليهوسلم : اجعل ثلثين في الطيب وثلثا في المتاع.
الزفاف
وجاء ذلك اليوم .. ودعا بلال عددا من المؤمنين ليستمعوا إلى خطبة رسول الله في زواج الإمام علي بن أبي طالب من فاطمة بنت محمد بن عبد الله وانصرف هو أي بلال فاحضر لوازم الزواج المتواضعة فاشترى بنصف المهر الأشياء التي لا يستغنى عنها في بيت : جلد شاة فراشا للنوم قميصين غطاء رأس واحد وسوارين من الفضة ووسادة من الجلد محشوة بسعف النخيل ورحى وإناءين كبيرين للماء وإبريقا من الفخار وقربة. وأنفق الباقي في الزبد والدقيق والتمر لوليمة العرس. وعاد بلال محمدا بكل ما يلزم البيت بينما وقف الرسول صلىاللهعليهوسلم يخطب في المسلمين ويقول : الحمد لله المحمود بنعمته ، المعبود بقدرته ، المطاع بسلطانه ، المهروب إليه من عذابه ، النافذ أمره في أرضه وسمائه ، الذي خلق الخلق بقدرته وميزهم بأحكامه وأعزّهم بدينه وأكرمهم بنبيه ، إن الله عزوجل جعل للمصاهرة نسبا لاحقا وأمرا مفترضا وحكما عادلا ، وخيرا جامعا وشجّ به الأرحام ، وألزمها الأنام وقال عزوجل : (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكانَ رَبُّكَ قَدِيراً) وأمر الله تعالى يجري إلى قضائه ، وقضاؤه يجري إلى قدره ولكل قضاء قدر ولكل قدر أجل ، ولكل أجل كتاب ثم إن الله تعالى أمرني أن أزوج فاطمة من علي وأشهدكم أني زوجت من فاطمة عليا على أربعمائة مثقال فضة ، إن رضي ذلك على السنة القائمة والفريضة الواجبة.
وبعد انتهاء الخطبة دعا لهما بحسن المعاشرة وبالذرية الصالحة المباركة وبعد أن