من الكرخيين فذكروا [ظ] خلافة أبي بكر ، وخلافة عمر بن الخطاب ، وخلافة عثمان بن عفان فأكثروا ، وذكروا خلافة علي بن أبي طالب وزادوا فأطالوا ، فرفع أبي رأسه إليهم فقال : يا هؤلاء قد أكثرتم في علي والخلافة ، والخلافة وعلي ، إن الخلافة لم تزين عليا بل علي زينها. قال السياري : فحدثت بهذا بعض الشيعة ، فقال لي : قد أخرجت نصف ما كان في قلبي على أحمد بن حنبل من البغض.
ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة ٧١١ في «مختصر تاريخ دمشق» (ج ١٨ ص ٣١ ط دار الفكر) قال :
قال أحمد بن حنبل : ما جاء لأحد من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم من الفضائل ما جاء لعلي بن أبي طالب كرم الله وجهه.
قال البيهقي : وهذا لأن أمير المؤمنين عليا عاش بعد سائر الخلفاء حتى ظهر له مخالفون ، وخرج عليه خارجون ، فاحتاج من بقي من الصحابة إلى رواية ما سمعوه في فضائله ، وقرابته ، ومناقبه ، ومحاسنه ليردوا بذلك عنه ما لا يليق به من القول والفعل ، وهو أهل كل فضيلة ومنقبة ، ومستحق لكل سابقة ومرتبة ، ولم يكن أحد في وقته أحق بالخلافة منه ، وكان في قعوده عن الطلب قبله محقا ، وفي طلبه في وقته مستحقا ، وهو كما قال أبو عبد الله أحمد بن حنبل رحمهالله : لم يزل علي بن أبي طالب مع الحق ، والحق معه حيث كان.
وقال أيضا في ص ٤٤ :
قال عبد الله بن أحمد بن حنبل : كنت بين يدي أبي جالسا ذات يوم ، فجاءت طائفة من الكرخيين ، فذكروا خلافة أبي بكر وخلافة عمر ، وخلافة عثمان بن عفان ، فأكثروا ، وذكروا خلافة علي بن أبي طالب ، وزادوا ، فأطالوا ، فرفع أبي رأسه إليهم فقال : يا هؤلاء ، قد أكثرتم في علي والخلافة والخلافة وعلي ، إن لم تزين عليا بل علي زينها. قال السياري : حدثت بهذا الحديث بعض الشيعة ، فقال