الرواية : « إنه لما جيء بسبايا أهل البيت الى الكوفة جعل أهل الكوفة ينوحون ويبكون. قال بشر (١) بن خزيم الاسدي : ونظرت الى زينب بنت علي عليهالسلام يومئذ فلم أر خفرة أنطق منها ، كأنها تفرغ عن لسان أمير المؤمنين عليهالسلام وقد أومأت الى الناس أن اسكتوا فارتدت الأنفاس وسكنت الأجراس ، ثم قالت : الحمد لله ، والصلاة على محمد وآله الطاهرين. أما بعد ، يا أهل الكوفة (٢) فلا رقأت الدمعة ولا قطعت (٣) الرنة ... » الى آخر الخطبة.
ويستطرد ابن طاووس بعد نقل الخطبة كلها ويقول نقلاً عن بشر : « فوالله لقد رأيت الناس يومئذ حيارى يبكون ، وقد وضعوا أيديهم في أفواههم. ورأيت شيخاً واقفاً الى جنبي يبكي حتى اخضلت لحيته وهو يقول : بأبي أنتم وأمي ، كهولكم خير الكهول ، وشبابكم خير الشباب ، ونساؤكم خير النساء ، ونسلكم خير نسل ، لا يخزى ولا يبزى ... » (٤).
٦ ـ جاء في كتاب « الصواعق المحرقة » لابن حجر قوله : « ومن الصحابة الذين بكوا الحسين أنس بن مالك ، فانه لما حمل رأس الحسين لابن زياد في الكوفة ، جعله في طست ، وجعل يضرب ثناياه بقضيب ويدخله في أنفه ويقول : ما رأيت مثل هذا حسناً ، إنه كان لحسن الثغر. وكان عنده أنس فبكى وقال : كان أشبههم برسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم » (٥).
وروى هذا الحادث الترمذي (٦) ، وكذا كتاب « تذكرة الخواص » (٧) لسبط
__________________
(١) في المصدر ( بشير ).
(٢) في المصدر زيادة ( يا اهل الختل والغدر اتبكون ).
(٣) في المصدر ( ولا هدأت ).
(٤) اللهوف في قتلى الطفوف : ٦٣.
(٥) الصواعق المحرقة : ١١٨.
(٦) صحيح الترمذي ٥ : ٦٥٩ | ٣٧٧٨.