شرح ذات الشفا» (ج ٢ ص ٢٧٤ ط عالم الكتب ومكتبة النهضة العربية) قال :
ما ذا يقول الشخص في وصف علي |
|
وفضله جا في الكتاب المنزل |
ذكر شيء من مناقب أسد الله الغالب كرّم الله وجهه ورضياللهعنه (ما ذا يقول الشخص) أي المادح لعلي كرم الله وجهه ، أي لا يقدر على حصر ما ورد (في) بيان (وصف علي) بتخفيف الياء ، وذلك لكثرة فضائله ومآثره وكراماته وكلماته الحكيمة وكثرة ثناء الصحابة [والسلف] عليه مما لا تحتمله هذه العجالة ، حتى قال الإمام أحمد : ما جاء لأحد من الفضائل مثل ما جاء لعلي.
وقال النسائي وغيره : لم يرو [يرد] في حق أحد من الصحابة بالأسانيد الحسان أكثر مما جاء في علي. قال بعض الأئمة : وسبب ذلك والله أعلم أن الله تعالى اطلع نبيه صلىاللهعليهوسلم على ما كان وما يكون بعده ، مما ابتلي به من المنازعة ، وخروج الخوارج عليه ، وكثرة أعدائه ، فاقتضى ذلك إشهار فضائله نصحا للأمة لتحصل النجاة لمن تمسك بها ممن بلغته (وفضله جا) بالقصر أي جاء من الله (في الكتاب) أي القرآن (المنزل). عن ابن عباس رضياللهعنه قال : كان عند علي أربعة دراهم فتصدق بدرهم ليلا وبدرهم نهارا وبدرهم سرا وبدرهم جهرا ، فأنزل الله تعالى فيه (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) وذكر المفسرون أن عليا رضياللهعنه كان يصلي فسأله سائل فأعطاه خاتمه راكعا ، فأنزل الله تعالى (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ).